يأتي يوم عاشوراء بالخير والفرحة على المسلمين، ويحتفل به قطاع كبير منهم، ويعطون مساحة زائدة للاحتفال بهذا اليوم، من التنزه أو تناول أكلات مخصصة لهذه المناسبة الدينية، أو غير ذلك، ويتساءل بعض الأشخاص عن مدى صحة حديث من وسع على عياله يوم عاشوراء، وما المقصود به، خاصة أن صيام هذا يوم عاشوراء من السنن التي لها فضل كبير وتكفر ذنوب عام قبله، وسوف نوضح لكم خلال السطور التالية إجابة هذا السؤال.
أوضحت دار الإفتاء في فتوى عبر موقعها الإلكتروني، مدى صحة حديث من وسع على عياله يوم عاشوراء، قائلة إن التوسعة على العيال في يوم عاشوراء سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة والسلف الصالح من بعده، ونص على الأخذ بها فقهاء مذاهب أهل السنة الأربعة المتبوعة من غير خلاف، وجرى عليها عمل جماهير الأمة في مختلف الأعصار والأمصار، فلا التفات إلى قول منكرها، وأضافت الإفتاء خلال حديثها عن حديث من وسع على عياله يوم عاشوراء أنه ورد عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «جَرَّبْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ كَذَلِكَ»، وقال أبو الزبير مِثْلَهُ، وقال شعبة مِثْلَهُ.
ولفتت الإفتاء خلال حديثها عن حديث من وسع على عياله يوم عاشوراء إلى أن المذاهب الأربعة اتفقت بلا خلاف على استحباب التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء، فسنة التوسعة على العيال سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعن السلف الصالح.
ويعتبر صوم يوم عاشوراء من السنن المؤكدة، إذ يروى عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه صام يوم عاشوراء ورغب في صيامه وتحريزه بالصلاة والصدقة. ويُعتقد أن صيام هذا اليوم يكفر ذنوب سنة ماضية، ويُبرز العدل والرحمة والتضحية كقيم أساسية ينبغي العمل بها في حياة المسلمين.