بلد نيوز

شيلني وأشيلك - بلد نيوز

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شيلني وأشيلك - بلد نيوز, اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 01:38 صباحاً

كان موظفا مثابرا فاهما لعمله فهما صحيحا ثم بدأ شيئا فشيئا يبحث عمن ينصفه ويبحث عن الشفافية والبيان والوضوح كما يبحث عن العدالة والإنصاف عند اتخاذ القرارات في ظل التسرع والاستعجال والحالات المزاجية والتغير المفاجئ والعلاقات الشخصية في بيئة العمل التي لا يمكن التفاعل معها، حيث صارت بيئة العمل تثير الانزعاج والقلق والامتعاض والضيق والتبرم، بعد أن شاعت فيها المغالطات وانتشرت سلوكيات الشخصنة التي تبعد صاحبها عن الحقائق وتعمي بصيرته عن الواقع وتساهم في تعزيز ثقافة الاتهام والتشكيك والتقزيم، وتحول التركيز في العمل من إنجاز المهام وإتمامها وإكمالها إلى المشاكسات والمشاحنات وصراع الذوات، وهو ما يخلق الشحناء والبغضاء وامتلاء الصدور بالعداوة في بيئة العمل، وتجاوز بعض الموظفين صلاحياتهم وإفراطهم في استعمال تلك الصلاحيات وشعور باقي الموظفين بتهميشهم والتقليل من أهميتهم؛ فيكون شعار «شيلني وأشيلك» رمزا لأصحاب الشللية وعلامة لأهل المحسوبية وإشارة لرفقاء المجاملة ودلالة لزملاء التحيز الظاهر في بيئة العمل، مكونين هياكل إدارية مشوهة تحدث هزات وتصنع اختلالات وتسبب اضطرابات في بيئة العمل، وتؤثر على الثقافة التنظيمية فتكون معاول هدم، والتي من الاستحالة أن تتحول في يوم من الأيام إلى أدوات بناء وحتى لو تمت المحاولات فإنها لا محالة ستبوء بالفشل الذريع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وسيؤدي ذلك إلى عدم تحقيق ما كان مؤملا.

«شيلني وأشيلك» تخلق خلافات وتحدث مشاحنات وتسبب مشاكسات وتوجد منازعات وتصنع صراعات مختلفة وخطرة تؤثر على مصلحة العمل، وتحول المكان لتحقيق مصالح شخصية ومكاسب ذاتية، وتنتشر الأثرة والأنانية المفرطة وتقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة؛ فيغيب مفهوم العمل الجماعي ويختفي تعاون المجموعة وتفاعل أعضائها لتحقيق الأهداف المشتركة، وتتدنى معنويات الموظفين؛ فيقل العطاء وينخفض الإنتاج.

من يكون من ضمن «شيلني وأشيلك» سيكون مسموحا له بالتجاوزات الشخصية بكل أنواعها ومختلف أشكالها وجميع صورها؛ فمثلا سيتم اعتبار تنمره ومضايقاته المتعمدة وسلوكياته العدوانية وجهات نظر، وفضائحه وعيوبه ومخالفاته خصوصيات وخطوطا حمراء لا ينبغي الاقتراب منها بأي حال من الأحوال، ليس ذلك فقط بل سيعد احتياله ذكاء وخداعه دهاء وتدليسه نباهة، وستعتبر وقاحته جرأة وتهوره شجاعة وغروره ثقة بنفسه، وسيكون غير مسموح بالنقد أو إظهار العيوب؛ فبيئة العمل صارت قائمة على أساس ثقافة الشيل المتبادل «شيلني وأشيلك».

في مجتمع «شيلني وأشيلك» تنتشر الوشايات والنميمة والسعاية بالبهتان والافتراءات والاتهامات الكاذبة التي تنال من كرامة الآخرين، وبالتالي تحتدم المعارك وتشتد الصراعات بين الموظفين وتتحول الكفاءة إلى تهمة والإبداع إلى نقمة، وبالتالي يتراجع الأداء ويقل الإنجاز ويغيب النجاح ومعه الانتماء المؤسسي، ويتمدد الفساد الإداري ويزدهر الاستغلال السيئ للوظيفة وينتشر الإحباط بين الموظفين وتبدأ الكفاءات تحس بفقد القوة والنشاط وتشعر بالضعف والوهن والفتور؛ فتبدأ بالانحسار شيئا فشيئا والتراجع التدريجي والعودة إلى الوراء، وتتحول الإدارة إلى سلطة عمياء لا ترى وصماء لا تسمع وسلبية لا تنجز، وذلك كله بسبب «شيلني وأشيلك».

أخبار متعلقة :