هل تحتاج الشهادة الجامعية إلى تاريخ صلاحية؟ - بلد نيوز

يشكل التعليم المنظم اليوم أحد مؤشرات الدول وتقدمها وأحد متطلبات النهضة الحضارية للبشرية في القرن الحالي.

ومررنا خلال العقود الماضية بتغيرات جذرية سواء في المجتمع أو التعليم، وتطور بشكل متسارع ليحقق قفزة نوعية من خلال زيادة عدد الجامعات والكليات التقنية والتعليم العالي وكذلك زيادة عدد الطلاب والطالبات في شتى المجالات والعلوم.

وتظهر اليوم إحدى النظريات التي تهتم في التعليم وهو ما يعرف بـ"التعليم المستقل"، وهو مصطلح على عكس التعليم المنتظم، حيث إن التعليم المستقل يعني تعلم أشياء مختلفة للناس من تخصصات مختلفة في مذاهب وثقافات مختلفة.. وهي تعتمد على التعليم الذاتي، حيث يكتسب المتعلم معرفة جيدة بجهده الخاص من خلال ملاحظته واطلاعه الشخصي وتطوير قدراته من أجل تحديد أهدافة والوصول إلى طموحة... سواء كان عن شغف وحب أو لتعليم مهارات حديثة كاكتساب معارف وعلوم جديدة، حيث كان في مطلع القرن الحالي وجود معرفة خاصة بالحاسوب أمرا جديدا وحديثا، ومع دخول الإنترنت أصبحت مهارات الحاسوب من الأمور البديهة.

اليوم أصبحت المهارة تشكل جزءا كبيرا، أحيانا ينافس وجود شهادة أكاديمية بالأمس لمجرد الإلمام المعرفي والثقافي من خلال الممارسة واكتساب المعرفة الذاتية من خلال التعليم المستقل.

حيث عرفت الجامعة من اشتقاق university من التعبير اللاتيني universitas magistrorum et scholarium ويعني "مجتمع المُعلِّمين والعلماء".

ولكن ما يحدث اليوم من مستجدات ومستجدات حديثة أمر فارق، وتعني أن التعليم في سنوات ماضية قد تجاوز الزمن، وأصبحت التقنية الحديثة سواء في الطب أو الهندسة والمجالات الاجتماعية الأخرى مع سرعة التواصل والعالم الحديث سببا قد يضطر معه الإنسان إلى فقدان تلك المهارات، إذا أصبحت أجهزة الكشف أكثر دقة ووضوح وأسهل في التعامل مما يعني انحسار تلك المهارات والمعارف.

وهو بدوره يجعل الإنسان بحاجة إلى الاستزادة من المعرفة والتقنية الحديثة، فلم يعد هناك مجالات للورق والمحبرة والتوثيق... وهو ما يعجل بالسؤال هل تحتاج الشهادة الجامعية إلى تاريخ انتهاء صلاحية؟! حيث يجدر بالدارس في سنوات ماضية إلى العودة مرة أخرى للفحص والتدقيق وأخذ العلم من جديد على الطرق الحديثة؟