تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير نبيل الحلفاوي، أحد أبرز أعمدة التمثيل في العالم العربي، الذي أضاء سماء الفن لعقود بصوته المميز وأدائه المتقن، مخلفًا وراءه إرثًا فنيًا ثريًا تجاوز 90 عملًا متنوعًا بين المسرح والسينما والتلفزيون.
من تجارة القاهرة إلى خشبة المسرح
لم تكن بداية نبيل الحلفاوي في عالم الفن تقليدية، بل جاءت مصادفة غيّرت مجرى حياته. ففي أحد لقاءاته، روى الفنان الكبير كيف رافق أحد أصدقائه إلى بروفة مسرحية داخل كلية التجارة، وهناك، وبين أجواء البروفات، شعر بانجذاب لا يمكن مقاومته، ليطلب من المخرج المشاركة.
يقول الحلفاوي: "أعطاني دورين، وسألني بعدها: إنت أكيد ممثلت قبل كده؟ ومن وقتها بقيت أروح من البيت للمسرح والعكس".
تجربة عابرة تحوّلت إلى شغف دائم، جعله يترك مقاعد الهندسة ثم الصيدلة، ليستقر أخيرًا في كلية التجارة، حيث التقى بالفن للمرة الأولى. لاحقًا، التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لينطلق بعدها في مسيرة فنية استثنائية.
محطات لا تُنسى في مشواره الفني
تميّز نبيل الحلفاوي بتنوع أدواره وقدرته على تقديم الشخصيات المركبة ببراعة، فكان الضابط الصارم، والمفكر العميق، والأب الحنون، والوجه الحازم الذي لا يُنسى.
تألق في عدد من المسلسلات التي ظلت محفورة في ذاكرة المشاهدين مثل:"زيزينيا"، حيث قدّم شخصية "رفاعي" ببراعة، "غوايش"، و"كناريا وشركاه"، و"دهشة"، و"الحب وأشياء أخرى"، وغيرها.
ولم يغب عن الساحة الدينية والتاريخية، بل قدّم أدوارًا مؤثرة في مسلسلات "محمد رسول الله"، "ابن تيمية"، و"الطريق إلى سمرقند".
تألق سينمائي بصيغة مختلفة
على الشاشة الكبيرة، اختار الحلفاوي أدواره بعناية، فشارك في أعمال تحمل طابعًا وطنيًا وإنسانيًا، أبرزها:"الطريق إلى إيلات"، حيث قدّم أحد أبرز أدواره الوطنية: "العميل رقم 13"، و"الأوباش"، و"قيدت ضد مجهول"، و"المحاكمة"، ليؤكد قدرته الفائقة على التنقل بين ألوان الأداء.

عودة للمسرح... وابتسامة في زمن الوجع
في عام 2018، عاد الفنان نبيل الحلفاوي إلى المسرح القومي عبر مسرحية "اضحك لما تموت"، من تأليف الراحل لينين الرملي وإخراج عصام السيد، وشارك في بطولتها إلى جانب الراحل محمود الجندي والفنانة سلوى عثمان، لتحقق نجاحًا كبيرًا وتؤكد أن المسرح لا يزال في قلب الحلفاوي.
إرث فني باقٍ
بموهبته الفريدة، وصوته الحازم، وقدرته على التقمص، رسم نبيل الحلفاوي لنفسه مكانة لا تزول في قلوب محبيه، وظل واحدًا من أكثر الفنانين التزامًا وعمقًا، ليصبح اسمه مرادفًا للجودة والهيبة في عالم التمثيل العربي.
0 تعليق