يومًا بعد يوم تثبت انتخابات نقابة الصحفيين أنها الأسوأ حتى الآن بعد حالة من التراشق والتلاسن غير مسبوقة عبر الجروبات الخاصة بنقابة الصحفيين على مواقع التواصل الاجتماعي.. هجوم شرس، تراشق، تلاسن، تطاول، تجاوز.. كل هذا نراه لأول مرة في انتخابات نقابة الصحفيين.
مرت علينا انتخابات كُثر وشاهدنا وشاركنا في انتخابات عديدة.. نجح زملاء.. ولم يوفق الحظ زملاء آخرون.. ولكن كان في الأول والأخير الاحترام متبادلا، الحب متبادلا، فالكل هدفه خدمة الجماعة الصحفية، الكل هدفه الحفاظ على الجماعة الصحفية، لكن هذه المرة ساءت النقابة وساء المتنافسون وساء أحباب المتنافسون وساءت أخلاقهم وباتت في (الحضيض).
دخول التيارات في العملية الانتخابية
شتائم وتراشق وتلاسن ليل نهار قد يكون لطول مدة الانتخابات عاملا لنرى الوجه القبيح من انتخابات نقابة الصحفيين. وقد يكون لدخول التيارات بقوة في العملية الانتخابية دور أكبر فيما حدث من تراشق وتلاسن وهجوم وعداء وولاء وبلاء نزل على الجماعة الصحفية، تزامنًا مع دخول التيارات والحركات والحبشتكنات.
"إحنا في الشلاحات" في انتخابات نقابة الصحفيين، يشعر بذلك الحريص المتابع لجروبات السوشيال ميديا، سيعرف حينها أننا (ضعنا)، تسوقنا الكتائب، وترهبنا بالكلمات واللكمات والكومنتات. إذا كتبت منشورًا تدافع فيه أو تدعم فيه أو تقول رأيك (في مرشح) ستجد وابلاً من الكومنتات، منتقدًا ولائمًا ونائمًا وناسيًا ومتناسيًا وأحيانا شاتمًا مهددًا مُرهبًا حتى لا تتحدث مرة أخرى ولا تتكلم مرة أخرى. كيف تدعم مرشحًا من وجهة نظرك؟ (انت اتجننت ولا إيه؟). من يدعم مرشحًا خارجًا عن السرب، بعيدًا عن التيارات والتكتلات والحركات، فهم آثم قلبه! يستلزم جلده بمزيد من الكومنتات المناهضة حتى تكره نفسك وتأسف لأنك أبديت وصرحت وقُلت رأيك بدعم فلان الفولاني.
التكتلات والتيارات والحركات
أول انتخابات لنقابة الصحفيين تظهر بهذا المشهد المؤسف.. من تابع الانتخابات السابقة يشعر بذلك ويعرف أن المستوى انحدر، وأن التكتلات والتيارات والحركات وكأنها (مسكت عضمة)، فهي لا تريد التنازل عنها ولا تريد لأحد أن يتقرب أو يقترب منها. خدنا النقابة ومحدش هيقرب منها، بيفكروني بفيلم الناظر صلاح الدين (محدش هيتعلم هنا)، اللي نقوله يبقى هو الصح واللي هيخرج عن التيار والحركة آثم، خاطئ، مرفوض، رفضًا قاطعًا، وقد يصل الأمر لحد الشتم والسب واللعن.
إرهاب من نوع جديد وهو إرهاب الكتائب الإلكترونية، فكر فقط أن تدعم مرشحًا ليس على هوى التيار، وقابل (يا عمنا) غولاً من الانتقادات والتهديدات والوعيدات، وأنت وحظك إما تستقبل اللكمات في الكومنتات بصدر رحب أو تهرب سريعًا وتأسف على ما اقترفته يداك (أنا إيه اللي جابني هنا).
منذ الانتخابات الماضية لنقابة الصحفيين وظهر الصحفي (اللجنة) بوستات كتير، كومنتات أكتر، سلطة أقل، جيوش ترهيب، دفاع مستميت، حرب إلكترونية، تطاول وتجاوز وإرهاب لأي مختلف معارض، لا يقول سمعًا وطاعة.. تقول له من حقي أدعم فلانًا، فلا تكمل كلمة فلانًا حتى ينهال عليك بمساؤي هذا الفولان، وبلاوي هذا الفولان، وما اقترفته يداه طوال حياته، وقد يزيدك من الشعر بيتًا بإشادات ومجاملات ومحاسن مرشح آخر، يلقى قبولاً للتيار، ويلقى هوى الكومنتات.
إذا كنت تريد أن تحترم نفسك أولا، وإذا كنت تريد ألا تسمع ما يجعلك تتقيأ، وما يجعلك تحزن كمدًا، وما يجعلك لا تسمع كلمتين تلاتة (يسموا البدن) لا تدعم مرشحًا يخالف هوى التيار والحركات والحبشتكنات.. امدحهم ترى جيوشًا من الكومنتات تشيد وتدعم وتُظهر المكشوف وتُخفي الظاهر.. لا تدعمهم ترى جيوشًا من الكومنتات تسب وتلعن وتأتي بالقديم والجديد، ويا ويل اللي يرد أو يستفسر، فحينها يكون قد كفر (والعياذ بالله).
أصدقائي، أعزائي، أساتذتي، أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين لا تجعلوهم يغيروا أفكاركم، ولا انتماءاتكم، ولا تجعلوهم يرهبوكم بما يفعلونه وسيفعلونه، فكلما اقترابت ساعة الصفر (موعد الانتخابات) زادت الشتائم، وزادت الانتقادات، وزادت الكومنتات، وزاد الرهاب والسب واللعن.. أعزائي احتفظوا بأصواتكم واثبتوا على موقفكم ولا تخشوهم.
وبما أنني لست من مؤيدي الصوت العالي، ولست من مؤيدي الكتائب الإلكترونية واللجان البتنجانية، وبما أنني أرفض الحشد الحاصل، وبما أنني ضد التيار، وبما أنني أرفض مقاطعة الانتخابات سأضع صوتي عكس التيار، وسأنتخب عكس التيار، حتى تكون رسالة قوية بأن الأصوات لا تُكسب بالصوت العالي، ولا تُكسب بالكومنتات والتيارات والمشاحنات والترهيبات.. صوتي لعبد المحسن سلامة وأي شخص لا ينتمي للتيار.
0 تعليق