أكد النائب أحمد سمير زكريا، عضو لجنة الشئون المالية والاقتصادية والاستثمار بمجلس الشيوخ، ونائب رئيس الأمانة الفنية لحزب الجبهة الوطنية، أن القرارات الاقتصادية المضطربة والعنيفة والمتسارعة التي تتخذها الإدارة الأمريكية، ألقت بظلال ثقيلة على شكل الاقتصاد العالمي، وخلقت حالة من التوتر وعدم اليقين في الأسواق الدولية.
وقال زكريا، في تصريحاته خلال حواره على قناة "CNBC" العالمية، على هامش مشاركته في اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بواشنطن، إن تلك السياسات الأمريكية أثّرت بشكل مباشر على معنويات المستثمرين، حيث يسود القلق والتشاؤم وغياب الثقة في الأسواق المالية، نتيجة عدم وضوح الرؤية الاقتصادية، مما تسبب في هروب الرساميل من العديد من الأسواق.
وأضاف أن العالم يمر اليوم بمرحلة اقتصادية معقدة، تتداخل فيها عوامل عديدة مثل ارتفاع تكاليف التمويل، والضغوط التضخمية، واضطرابات سلاسل الإمداد، ما أدى إلى تراجع ثقة الشعوب والمؤسسات الاقتصادية على حد سواء، معتبرًا أن ما يحدث يمثل أحد أخطر التحديات الاقتصادية في القرن الحالي.
وأوضح زكريا أن هذه التغيرات الحادة، رغم آثارها السلبية، قد تمثل في ذات الوقت فرصة حقيقية لبعض الدول التي تسعى لتحسين مناخ الاستثمار وتهيئة بيئة أعمال جاذبة، من خلال تبني إصلاحات تشريعية واقتصادية مرنة، تعزز من قدرتها على استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية الباحثة عن ملاذات أكثر استقرارًا.
وأشار إلى أن غالبية دول العالم تسعى حاليًا إلى تعظيم إيراداتها وجذب استثمارات جديدة، إلا أن الغموض الذي يكتنف السياسات الأمريكية يجعل من الصعب تحديد حجم التأثير الحقيقي لهذه القرارات، لافتًا إلى أن العالم يعيش اليوم واحدة من أكثر الفترات غموضًا من الناحية الاقتصادية، حيث تتزايد المخاوف من الركود وارتفاع التضخم وتباطؤ النمو.
وشدد أن المشهد الاقتصادي الدولي لا يزال بحاجة إلى مزيد من التنسيق والرؤية الواضحة بين القوى الكبرى، لأن استمرار القرارات الأحادية والمتسارعة سيبقي حالة عدم اليقين قائمة، ويعرقل أي جهد دولي لوضع خطط استراتيجية واقعية للنمو الاقتصادي.
0 تعليق