أكد الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث السابق باسم مجلس النواب، أن مصر تواجه واحدة من أخطر الحروب الحديثة، وهي حرب الشائعات، التي تستهدف اغتيال وعي المواطن وتفكيك المجتمع معنويًا دون طلقة رصاص واحدة.
وقال حسب الله في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم،: "لقد تحوّلت أدوات الحرب من جيوش ودبابات إلى تكنولوجيا إعلامية ومنصات إلكترونية، يُبث من خلالها سيل من الأخبار الكاذبة بهدف إثارة الفتن، سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو طائفية."
وأوضح أن العدو لم يعد مرئياً كما في الحروب التقليدية، بل أصبح مختبئًا خلف شاشة وهاتف محمول، يطلق عبرهما سمومًا فكرية ومعلومات مغلوطة.
وأضاف: "الخطورة تكمن في أن البعض يستهين بالمعلومة، ويأخذها من منصات ذات أهداف مريبة دون تمحيص أو تحقق، فتنتقل الشائعة كالنار في الهشيم."
وشدد حسب الله على أن الرد على الشائعات يجب أن يكون سريعًا وحاسمًا، فلا يصح أن ننتظر حتى تنتشر الشائعة وتتوسع ثم نبدأ في التعامل معها، بل يجب التصدي لها فور ظهورها عبر إعلام مهني ومتحدثين رسميين لديهم من القدرة والمصداقية ما يمكنهم من توعية الرأي العام.
وأشار إلى أن اللجنة الإعلامية بمجلس النواب، برئاسة الإعلامي عصام الأمير، أوصت بدعم دور الإعلام الوطني في مواجهة تلك الحروب المعنوية، وتكثيف جهود التوعية وبناء وعي مجتمعي قادر على التمييز بين الحقيقة والتزييف.
كما أكد أن مسؤولية المواجهة لا تقع على الإعلام وحده، بل هي مسؤولية تشاركية تشمل المؤسسات الرسمية والمتحدثين باسم الوزارات، مشيرًا إلى ضرورة تطوير التشريعات القانونية لمواكبة هذا التطور التكنولوجي الذي حول الهواتف المحمولة إلى أسلحة دعائية مدمرة.
وتابع حسب الله: "القانون المصري يحتوي بالفعل على نصوص رادعة، لكننا نحتاج إلى تحديث بعض المواد لتكون أكثر قدرة على مواجهة هذا الشكل الجديد من الحروب، فالهاتف المحمول اليوم قد يكون أخطر من المدفع إذا استُخدم في بث الأكاذيب."
واختتم قائلاً: "الوعي ثم الوعي، فالمعركة الحقيقية اليوم ليست مع الخصم التقليدي، بل مع من يريد تخريب العقول وتشويه الحقائق، وعلى الإعلام والمجتمع بأسره أن ينتبه قبل فوات الأوان."
0 تعليق