قال ماهر نقواد، مدير المركز الأوروبي الآسيوي للدراسات الاستراتيجية، إنّ جولة المفاوضات الجديدة بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية التي تستضيفها باريس تعكس واقعا جديدا في السياسة الدولية، وصفها بـ"مسرحية جيوسياسية"، مؤكدًا أنّ العالم دخل مرحلة “الجغرافيا الاقتصادية الجديدة”، أو كما أسماها “الحرب الباردة الجديدة” بين الولايات المتحدة والصين.
أوضح “نقواد”، في مداخلة هاتفية لقناة “القاهرة الإخبارية”، مع كريم حاتم، أنّ الدور الأوروبي، وخاصة فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بدأ في التراجع إذ تُحاول هذه القوى أن تجد لنفسها موضعًا في المشهد العالمي باعتبارها “قوة ثالثة”، لكن الأمر بات أكثر تعقيدا مع سيطرة الولايات المتحدة والصين على مفاصل التوازن الدولي، مشيرًا إلى أنّ استمرار الحرب في أوكرانيا هو “النافذة الأخيرة”التي تسمح لأوروبا بالمشاركة الفاعلة في هذا النظام المتغير.
أكد أنّ تصريحات الكرملين الأخيرة، التي تُؤكّد أنّ المناطق التي سيطرت عليها روسيا أصبحت جزءًا من أراضيها، إلى جانب تحركات الولايات المتحدة بشأن تخفيض المساعدات لأوكرانيا، كلها دلائل على أن هناك توجهًا أمريكيًا جديدًا يسعى لإنهاء الحرب بأسرع وقت، من أجل التفرغ للمواجهة الكبرى مع الصين على المستوى الاستراتيجي والتقني.
شدد الفرزلي على أنّ الولايات المتحدة تتبنى الآن مقاربة مختلفة عن الحلف الأطلسي، حيث تنتمي الشخصيات السياسية الفاعلة في مفاوضات باريس، مثل ماركو روبيو وستيف ويتكوف، إلى “مدرسة واقعية جديدة” لا تولي أوروبا نفس القدر من الأهمية، بل تعتبر أن واشنطن يجب أن تطوي صفحة الصراع الروسي الأوكراني لصالح مواجهة أكثر شمولًا مع بكين.
في ختام حديثه، اعتبر “نقواد” أنّ المفاوضات الجارية في باريس مجرد غلاف دبلوماسي لمسرحية سياسية تهدف إلى إدارة الرأي العام الغربي، مضيفًا أنّ واشنطن غير مستعدة بعد للإعلان عن صفقة مباشرة مع روسيا، لأنّها لا تريد أن تظهر وكأنّها «تخلّت عن أوروبا أو أوكرانيا»، لكن المؤشرات توحي بأن الحرب تقترب من نهايتها السياسية وليس العسكرية، بما يخدم التحولات الكبرى في أولويات الولايات المتحدة عالميًا.
أخبار متعلقة :