بلد نيوز

بعد تصريحات الرئيس الأمريكي عن قناة السويس.. سياسيون أمريكيون: انعكاسا لهوس ترامب بالأصول| خاص - بلد نيوز

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة والتي طالب فيها بأن تتمكن السفن العسكرية والتجارية الأميركية من المرور عبر قناتي السويس في مصر وبنما دون دفع أي رسوم، جدلا كبيرا، وغضب واسعا سواء في الدول التي تتعلق التصريحات بها أو في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وجاء ذلك في منشور لترامب على منصة "تروث سوشيال"، وقال فيه: "يجب السماح للسفن الأمريكية، العسكرية والتجارية على حد سواء، بالمرور مجانًا عبر قناتي بنما والسويس! هاتان القناتان ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأمريكية"، مضيفا أنه طلب من وزير الخارجية ماركو روبيو "التعامل فورًا مع هذا الوضع."

 

وعقب على ذلك مهدي عفيفي السياسي الأمريكي وعضو الحزب الديمقراطي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول مداعبة مصر بالحديث عن أحقية الولايات المتحدة الأمريكية  في عبور سفنها الحربية والتجارية بدون دفع أي رسوم وذلك مقابل الحماية التي تقدمها  واشنطن عند باب المندب والبحر الأحمر وحرب الولايات المتحدة على الحوثيين في اليمن.

 

تغيير الرأي العام عن الأزمة الاقتصادية

وأوضح مهدي عفيفي السياسي الأمريكي وعضو الحزب الديمقراطي خلال تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز”،  أنه على  عادة دونالد ترامب فهو يحاول أن يكتسب نقاط ويثير قضايا خلافية لا يعتقدها أي أحد ولا يتقبلها لمجرد  تغيير الرأي العام عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 وتابع عضو الحزب الديمقراطي، أن قرارات الرئيس الأمريكي ترامب  الخاصة بفرض رسوم وضرائب على الصين وعلى جميع بلاد العالم، تسببت في ارتفاع الأسعار بشكل كبير وتذبذب البورصة في نيويورك وجميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  تغيير الانتباه من هذه المسائل الخلافية إلى مسألة قناتي السويس وبنما.

 

القضايا المحورية

 وأكد مهدي عفيفي السياسي الأمريكي وعضو الحزب الديمقراطي ، بالطبع لم تلقى هذه التصريحات رد حسن داخل الولايات المتحدة الأمريكية  من  الأطراف المختلفة سواء في الحزب الديمقراطي  أو الجمهوري بل على العكس تماما،  رأي الكثيرين أنها محاولة من الرئيس الأمريكي بتغيير الحديث بدل من مناقشة القضايا المحورية مثل القضية الفلسطينية والحرب في أوكرانيا و التي تعهد لإنهاءها خلال 24 ساعة و إلى الان تزداد حدة هذه الحرب.

 

من يتحكم في الأزمات يتحكم في المستقبل

كما علقت إيرينا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي ، أنه بالنسبة لترامب، القنوات ليست من مخلفات التاريخ، إنها تذكيرات بأن من يتحكم في الأزمات الحالية، يتحكم في المستقبل أيضا.

 

وهنا، في عالم ديناميكيات القوة المتغيرة، تبدأ رؤية ترامب الأوسع للدبلوماسية القائمة على الموارد بالتبلور  رؤية ستحدد معالم ولايته الثانية،  بحلول الوقت الذي بلغ فيه الرئيس ترامب المائة يوم من ولايته الثانية، كانت سياسته الخارجية قد اتخذت بالفعل منعطفًا جريئًا وعدوانيًا بشكل واضح.

 

وأوضحت إيرينا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي خلال تصريحات خاصة “مصر تايمز”، تحولت رؤيته للقوة الأمريكية، التي لم تعد تركز على التحالفات التقليدية أو الشراكات الاستراتيجية، إلى رؤية مبنية على السعي البارد والجاد وراء الأصول العالمية. 

النهج الجديد

في هذه الحسابات الدبلوماسية الجديدة، لن تعتمد الولايات المتحدة بعد الآن على تعزيز العلاقات طويلة الأمد، بل على تعزيز السيطرة على الموارد الحيوية والبنية التحتية والمواقع العسكرية.

 

 وأضافت كان هذا النهج الجديد انعكاسًا لهوس ترامب الراسخ بالأصول، وهي عقلية كانت جلية في هواجسه السابقة تجاه غرينلاند وكندا وقناة بنما، كل منها يرمز إلى إيمانه بأن الولايات المتحدة يجب أن تسيطر أو تهيمن على مناطق رئيسية للحفاظ على قوتها العالمية. 

 

السيطرة على الأصول الحيوية 

وتابعت تسوكرمان كانت استراتيجية ترامب في السياسة الخارجية واضحة وضوح الشمس: فالقوة في العالم الحديث لا تنبع من الأيديولوجيات أو التحالفات، بل من السيطرة على الأصول الحيوية، سواءً كانت معادن غرينلاند غير المستغلة، أو الموارد الطبيعية الهائلة في كندا، أو ممرات الشحن الحيوية في قناة بنما، فقد رأى ترامب رقعة الشطرنج العالمية بنظرة ثاقبة، لا يمكن ضمان مكانة أمريكا في القمة إلا من خلال الهيمنة على هذه الموارد، مما يحول الجغرافيا السياسية إلى لعبة معاملات صفرية.

 

 وأشارت إيرينا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي، للوهلة الأولى، قد تبدو استراتيجية ترامب براغماتية، ففي النهاية، اعتمدت القوة الاقتصادية الأمريكية تاريخيًا على الوصول إلى الأسواق العالمية والسيطرة الاستراتيجية على الموارد، أليس كذلك؟ لكن نهج ترامب يضيف لمسة جديدة - لمسة عدوانية ومعاملاتية، في عالمه، لم تعد الجغرافيا السياسية مسألة بناء علاقات دقيقة أو ارتباطات دبلوماسية؛ بل تتعلق بتأمين ثروة ملموسة وقابلة للاستخراج، فإن عقيدة ترامب الجديدة تدعو إلى الاستيلاء على الأصول العالمية وتحويلها إلى صفقات مربحة.
 

أخبار متعلقة :