اختتم مجلس حكماء المسلمين مشاركته بمعرض الرباط الدولي للكتاب في دورته الـ30، بندوة ثقافية بعنوان: "بين إنسانيتين.. حلم وحلم بين أفول وبزوغ"، أدارها الدكتور سمير بودينار، رئيس مركز الحكماء لبحوث السلام، وقدَّمها الدكتور مصطفى حجات حجازي، أكاديمي ومفكر مصري.
وفي مستهل الندوة، أكَّد الدكتور سمير بودينار، أنَّ الدكتور مصطفى حجازي من المفكرين الذين يمتلكون رؤية عميقة في مجالات البحث والفكر، مشيرًا إلى أنَّ هناك حاجة ماسة إلى مفكرين لهم رؤى كبرى تفتح آفاقًا جديدة، وإلى أصحاب الإستراتيجيات التي تمكن وتسعف في محاولة البحث عن أجوبة لأسئلة الواقع المركبة في مجتمعاتنا في اشتباكها النقدي، والبنائي مع أسئلة الفكر والاجتماع.
من جانبه، أكَّد الدكتور مصطفى حجازي، ضرورة طرح الأسئلة الصحيحة الحقيقية الكبرى، أو ما سماها ب"أسئلة الحقيقة"، مؤكدًا أن "البشرية تجاوزت مرحلة "إعادة أنسنة الإنسانية" لنصل اليوم إلى كوننا على "شفير تبادل بين إنسانيتين"، مشيرًا إلى أن البشر جميعًا جاءوا من نقطة مفردة واحدة، وأن الأصل في الخلق هو "التوحيد"، موضحًا أن الكثير مما كان من أنواع الفصام الذي أريد للبشرية فصام بين العلم والدين، فصام بين الفلسفة والعلم والدين، هي حالة من حالات التنابذ والتشاحن، "غير إنسانية".
ولفت الأكاديمي والمفكر المصري إلى ضرورة استحضار بعض المقاصد عند وضع إستراتيجيات تخدم الإنسانية، مشيرًا إلى صفاء فكرة الإنسانية في الإسلام، وبأن عصر ما بعد المعلوماتية أتى بعصر جديد سمي "عصر الحكمة"، وأن الأسئلة التي ينبغي طرحها هي " أسئلة السببية"، وليس "أسئلة الكيفية".
جدير بالذكر أنَّ جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض الرباط الدولي للكتاب، قدم أكثر من 250 إصدارًا فكريًّا وثقافيًّا متنوِّعًا، من بينها عدد من أحدث إصدارات الحكماء للنشر لعام 2025، تعالج أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة، بالإضافة إلى تنظيم عدد من الأنشطة الثقافيَّة والفكريَّة، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكِّرين والأدباء والمثقفين والأكاديميين وأساتذة الجامعات، وذلك انطلاقًا من رؤية المجلس ورسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني.
أخبار متعلقة :