نظَّم جناح مجلس حكماء المسلمين في إطار فعالياته الثقافية والمعرفية بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ34، ندوة بعنوان "الحوار والتعايش في التراث الإسلامي: أسس وقيم راسخة"، قدَّمها المستشار الدكتور أحمد عبد الظاهر، المستشار القانوني بدائرة القضاء – أبوظبي، والدكتور محمود نجاح، إمام وخطيب مسجد الإمام الطيب في بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، والأستاذ دكتور ذكر الرحمن، مؤسس ومدير المركز الثقافي الهندي العربي، والدكتور محند مشنان، عضو هيئة التدريس في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
في مستهل الندوة، أكد الدكتور محمود نجاح أن الإسلام دين الله الذي ارتضاه لعباده، هو دين يخاطب العقول ويقر بالاختلاف، وهذان من المبادئ الأساسية في الإسلام، مشيرًا إلى أن "العقل" وما يرتبط به من مفاهيم مثل الفهم والتدبر، وردت في القرآن الكريم أكثر من 120 مرة، منبهًا إلى أن هذا يدل على أن الإسلام دين حوار وإقناع، موضحًا أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مارس الحوار في مختلف مواقفه، ومن أبرز الأمثلة على ذلك "دستور المدينة" و"صلح الحديبية"، فالحوار نهج الأنبياء والمرسلين جميعًا، معبرًا عن أسفه من بعض المنصات التي تروِّج لأفكار خاطئة عن الإسلام، وتسيئ إليه بغير قصد، عبر بث رسائل مغلوطة تتنافى مع جوهر الدين الإسلامي.
من جانبه، قال الدكتور ذكر الرحمن إن التنوع الكبير في الهند من حيث الأديان واللغات والآراء، يعكس إرادة إلهية للتعارف والحوار. وأوضح أن الهند تضم أديانًا متعددة كالهندوسية والبوذية والسيخية والمسيحية والإسلام، ويعيش الجميع في سلام ووئام، مضيفًا أن الهند تشهد نشاطًا ملحوظًا في مجال التعايش السلمي على أساس الأمن والرفاهية والعدل، مشيدًا بمشاركة مجلس حكماء المسلمين بمعرض نيودلهي الدولي للكتاب وما شهدته إصدارات المجلس من إقبال كبير من كافة مكونات المجتمع الهندي التي تتعطش لمثل هذه الإصدارات التي تعرف بمنهج الإسلام في ترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك.
وأشاد المستشار د. أحمد عبد الظاهر، بإصدار دولة الإمارات العربية المتحدة قانون لمكافحة التمييز والكراهية، قائلًا: "الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة التي جرَّمت التكفير، واعتبرت وصف الآخر بالكفر جناية يُعاقب عليها القانون"، مشيرًا إلى أنه يجري العمل على مقترح قانون يتبنى تشريعات تدعم الأخوة الإنسانية، منها المساواة بين البشر، واحترام التعددية الدينية، والبر والقسط، وعدم مسؤولية المؤمن عن إيمان غيره، واحترام الأديان الأخرى، والنهي عن السخرية والتجريح.
وفي كلمته، أعرب د. محند مشنان عن تقديره لجهود مجلس حكماء المسلمين في نشر وترسيخ قيم الحوار والتعايش والسلام، موضحًا أن الحوار لا يقوم إلا على قاعدة الكرامة الآدمية، التي تُعدُّ الأساس المشترك بين الأديان والفلسفات كافة، لافتًا إلى أهمية العمل على نشر ثقافة التسامح واحترام وقبول الآخر، خاصة في ظل ما يشهده عالمنا اليوم من تصاعدات خطابات الكراهية والتعصب والإسلاموفوبيا .
جدير بالذكر أنَّ جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، يقدم أكثر من 250 إصدارًا فكريًّا وثقافيًّا متنوِّعًا، من بينها عدد من أحدث إصدارات الحكماء للنشر لعام 2025، تعالج أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة، وذلك انطلاقًا من رؤية المجلس ورسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني؛ حيث يقع جناح المجلس بالمعرض في جناح رقم 10C35 قاعة رقم 10.
أخبار متعلقة :