توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ظهر اليوم الأحد، إلى واشنطن في زيارة تستغرق يومين، ومن المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب .
وكشفت صحيفة يدعوت احرنوت العبرية عن جدول أعمال زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن ومن المتوقع أن يركز الاجتماع، المقررعقده في الساعة الثامنة مساء يوم الاثنين بتوقيت إسرائيل في البيت الأبيض، على مجموعة من القضايا الاستراتيجية - الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية - مع التركيز بشكل خاص على أزمة الرهائن، والتهديد الإيراني، والمخاوف الإسرائيلية بشأن النفوذ التركي في سوريا ، والنزاع الجمركي المستمر، والذي تم ذكره رسميًا كسبب للزيارة.
عزز حضور ستيف ويتكوف ، مبعوث ترامب والمسؤول الأمريكي الرئيسي في قضية الرهائن، التوقعات بأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة سيهيمن على الاجتماع.
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن ويتكوف، الذي يُعتبر شخصية رئيسية في المفاوضات، جزء من حملة منسقة عبر واشنطن للضغط على الوسيطين قطر ومصر.
وبحسب المصادر فإن على الطاولة حاليا إطار يتراوح بين استعداد حماس المزعوم لإطلاق سراح خمسة رهائن أحياء وخطة ويتكوف التي تدعو إلى إطلاق سراح 11 رهينة.
في حين دعمت الولايات المتحدة استئناف إسرائيل للضغط العسكري على غزة ، إلا أن هذا الدعم ليس بلا حدود، لا سيما مع استمرار ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين وتزايد الدعوات الدولية لضبط النفس.
في غضون ذلك، يسعى ترامب إلى تحقيق هدف استراتيجي أوسع نطاقًا، ألا وهو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية ، ويتطلب تحقيق ذلك الهدوء في غزة وحل أزمة الرهائن، وكلاهما حساس زمنيًا إذا كان ترامب ينوي زيارة الرياض بعد شهر تقريبًا.
في إسرائيل، يرى المسؤولون أن التدخل الأمريكي المباشر - وخاصةً تدخل ويتكوف - أداةٌ حاسمةٌ لزيادة الضغط على حماس والتقدم نحو اتفاق.
ومن المتوقع أن يطلب نتنياهو من ترامب استخدام نفوذه لدى شركائه الإقليميين، مع إظهار الدعم الأمريكي القوي للمواقف الإسرائيلية.
الاقتصاد يأخذ الأولوية القصوى
تأتي زيارة نتنياهو في ظل أزمة اقتصادية عالمية، غذّتها جزئيًا الرسوم الجمركية الجديدة الشاملة التي فرضتها الولايات المتحدة على العديد من الدول، بما فيها إسرائيل ووفقًا لمصادر دبلوماسية إسرائيلية، حاولت تل أبيب تجنب استهدافها برفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية، لكنها واجهت مقاومة شديدة من إدارة ترامب.
في واشنطن، من المتوقع أن يلتقي نتنياهو أيضًا بوزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، الذي يقود السياسة التجارية للرئيس ترامب، في محاولة لتخفيف أثر العقوبات على الصناعة الإسرائيلية.
وأعرب مسؤولون مقربون من رئيس الوزراء عن قلقهم إزاء الانخفاضات الحادة في بورصة تل أبيب والضغط الاقتصادي المتزايد على المواطنين الإسرائيليين، ويسعى نتنياهو إما إلى حل النزاع، أو على الأقل إلى تقليل الأضرار.
إيران والتهديدات الإقليمية على رأس جدول الأعمال
من المتوقع أيضًا أن يكون التهديد الإيراني محورًا رئيسيًا في المحادثات، حيث ترى إسرائيل في التطورات الأخيرة أرضيةً لتنسيق استراتيجي أعمق مع واشنطن، ويخشى المسؤولون الإسرائيليون أن تدفع أساليب الضغط التي ينتهجها ترامب إيران إلى تسريع برنامجها
النووي، ويعتقدون في تل أبيب أن تنسيق الرد أمرٌ بالغ الأهمية في حال فشل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتفاوض على اتفاق نووي جديد.
يُنظر إلى اجتماع ترامب مع نتنياهو جزئيًا على أنه خطوة لضمان توافق الزعيمين حول كيفية التعامل مع التهديد الإيراني وتجنب المفاجآت. ويُعتبر التنسيق أمرًا حيويًا لمعالجة مسائل حساسة قد تُطرح في حال فشل الدبلوماسية، مثل من سيضرب المنشآت النووية الإيرانية ومتى ، وما إذا كانت إسرائيل والولايات المتحدة ستتعاونان.
استراتيجية التنسيق بشأن المحكمة الجنائية الدولية
تأمل إسرائيل في تنسيق موقفها مع واشنطن واستكشاف سبل مواجهة الإجراءات القانونية التي أتخذتها محكمة العدل الجنائية الدولية ضد كبار المسؤولين الإسرائيليين.
وقد أعرب نتنياهو عن فخره بكونه أول زعيم أجنبي يُدعى للقاء ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض.من بين الأسئلة المحورية المتوقع تناولها: مدى التقدم في قضية الرهائن، وإمكانية التوصل إلى حل لقضية التعريفات الجمركية، وإمكانية توصل الزعيمين إلى تفاهم لوقف التقدم النووي الإيراني. ومن المرجح أن تبدأ إجابات هذه الأسئلة بالظهور عقب اجتماع ليلة الاثنين في البيت الأبيض.
أخبار متعلقة :