ليس من حق نتنياهو عزل رئيس الشباك..
قال السفير عاطف سالم، سفير مصر لدى إسرائيل ، إن استئناف الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة كان متوقع ، لأن هناك اعتبارات حزبية، خاصة الحريديم الذين اشترطوا الاستمرار في حكومة نتنياهو بشرط خوض الحرب مرة أخرى ، وإنهاء حكم حماس في غزة واحتلالها، ولذلك عاد بن غفير للحكومة مرة أخرى مباشرة بعد استئناف الحرب مباشرة، إلى جانب اعتماد الميزانية الاسرائيلية ، خاصة أن نتنياهو كان تحت التهديد من حزب شاس وحزب يهوديت هتوراه بسبب قانون إعفاء الحريديم من التنجيد في الجيش الإسرائيلي.
وأوضح السفير عاطف سالم خلال حوار لـ "مصر تايمز"، أن إسرائيل يعتبروا ما يحدث في غزة تصحيح أخطاء شارون في 2005 ، المتمثلة في خطة الانفصال الأحادي، وبالنسبة لهم كان يجب أن تكون غزة تحت السيطرة الاسرائيلية، إلى جانب تصحيح أخطاء إسحاق رابين الذي عقد اتفاقية أوسلو.
وأشار إلى أن عودة الحرب بالنسبة لإسرائيل كانت فرصة لتصفية المسؤولين الإداريين والسياسيين في حماس، إلى جانب وقف ترميم كتائب القسام لقواتها، وقد وضع رئيس أركان الجيش الاسرائيلي خطة هجومية عنيفة وعرضها على رئيس الوزراء الاسرائيلي قبل استئناف الحرب بحوالي ثلاثة أيام، ومن المعروف عن إيال زامير أنه شخص هجومي وعنيف وتوراتي متدين، وإلى نص الحوار:
خرج الآلاف من المتظاهرين الإسرائيليين ضد قرار نتنياهو بإقالة رئيس الشاباك.. فهل من الممكن أن تدخل هذه القضية إسرائيل في خضم حرب أهلية؟
هناك 7 وظائف في إسرائيل لا يتم إقالتهم إلا بالرجوع إلى اللجنة الاستشارية للتعيينات، ونتنياهو لم يحصل على توصية من هذه اللجنة لعزل رئيس الشاباك رونين بار، لذلك اعترضت المستشارة القانونية للحكومة، وبالتالي اعترضت المحكمة العليا الاسرائيلية، لكن لن تصل الأمور إلى حرب أهلية، من الممكن أن تتزايد الهجرة العكسية من إسرائيل إلى دول أخرى.
كيف ترون مستقبل الضفة الغربية بعد المواجهات الأخيرة؟
الضفة الغربية منطقة هامة جدا، لأنها تعتبر خاصرة دولة إسرائيل، يعيش بها مايقارب 3 مليون فلسطيني، وتمثل 21% من مساحة إسرائيل التاريخية، وحسب اتفاقية أوسلو فالضفة مقسمة ثلاثة أقسام 18% تحت السيطرة المدنية والعسكرية للسلطة الفلسطينية و 22% تحت السيطرة المدنية للسلطة الفلسطينية والعسكرية لإسرائيل، و 60% تحت السيطرة للسلطة الفلسطينية و العسكرية لإسرائيل .
الضفة هي محل اهتمام الجانب الإسرائيلي، لأن المتدينين ومنهم الحريديم يعتبرونها "يهودا والسامرة" الأرض التي خاطب فيها الرب نبيه إبراهيم، و أن أول دولة يهودية نشأت في هذه الأرض ، وبالتالي لديهم اعتقاد وتبشير توراتي أنها أرض توراتية.
وتتعرض الضفة الغربية لكثير من الاعتداءات والهجوم من المستوطنين لإجبار السكان الفلسطينيين للخروج، و وصل عدد المستوطنات بها إلى 185 مستوطنة و 200 بؤرة استيطانية.
وهناك أيضا فكر حاخامي مؤثر في قضية الضفة الغربية، أن وجود المستوطنات في جميع أنحاء الضفة الغربية سيسرع من عصر مجئ المسيح المخلص الذي سينقذ إسرائيل، ويعيد بناء هيكل سليمان الثالث لذا هناك أحزاب إسرائيلية خاصة الدينية ترفض رفضا قطعيا مسألة حل الدولتين.
لماذا لا توافق حكومة نتنياهو على حل الدولتين؟
منذ عام 1948 حتى الآن، مرت على إسرائيل 37 حكومة، من عهد بن جوريون حتى نتنياهو، لم توافق حكومة إسرائيلية على مدى التاريخ على مسألة حل الدولتين، بالرغم من أن إعلان بيان استقلال اسرائيل يعترف بحل الدولتين، لأن إقامة دولة فلسطينية تمثل خطر بالنسبة لهم على إسرائيل.
ما موقف نتنياهو من الجيش الإسرائيلي.. هل هناك اختلافات خاصة بعد 7 أكتوبر؟
دعيني أخبرك أن نتنياهو لديه عداوة دائما مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، وذكر وزير الدفاع الأسبق موشيه يعلون في مذكراته "طريق قصير طويل"، وقام بتحليل إجراءات نتنياهو مع قيادات الأمن في إسرائيل، وذكر أن نتنياهو في فترة ولايته عين 8 وزراء دفاع ، منهم 4 تم إقالتهم، و"موشيه يعلون" نفسه تقدم باستقالته، و3 آخرين تم تهمشيهم.
ووصف يعلون في مذكراته رؤية نتنياهو لقادة الأمن والجيش في إسرائيل أنهم "نخبة عدائية".
من هو عقل نتنياهو .. من الذي يفكر لبيبي؟
رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية الذي يدير المفاوضات، هو العقل المدبر الذي يضع يفكر ويدبر ويضع الخطط وينفذها، وكان السفير السابق لدى إسرائيل في الولايات المتحدة في ولاية ترامب الأولي، وهو أمريكي الجنسية، وحصل على الجنسية الإسرائيلية ليدير المكتب التجاري في واشنطن.
ومن هو الحاكم الفعلي لإسرائيل؟
حسب القانون الذي صدر عام 1981، فإن رئيس الوزراء هو الحاكم الديكتاتور الأعلى والأوحد لإسرائيل، هو الوحيد صاحب القرار له جميع الصلاحيات والمهام، ولكن أيضا هناك الحاخام الأكبر في إسرائيل له دور مؤثر وقوي، لذا في إسرائيل هناك حاكم سياسي وحاكم عقائدي.
ما هي فرصة فوز نتنياهو في الانتخابات القادمة؟
من المفترض أن يتم إجراء الانتخابات الاسرائيلية في نهاية نوفمبر 2026، لكن في الوقت الحالي يقع نتنياهو تحت التهديد، من حزبي شاس ويهوديت هتوراه بسبب مسألة تجنيد الحريديم، حيث تتصاعد التوترات داخل إسرائيل في ظل رفض الحريديم للتجنيد، وهناك محتجون يطالبون حكومة نتنياهو بالعدالة في الخدمة العسكرية.
البعض يرى أن هجوم السابع من أكتوبر هو السبب في دمار غزة والآخر يرى أنه أعاد القضية الفلسطينية للساحة مرة أخرى.. كيف ترون ذلك؟
لا يوجد معايير للنصر أو الهزيمة في السابع من أكتوبر، ولكن إسرائيل لم تحقق أهدافها من الحرب، وحماس تدعي النصر واعتقد أنها تفعل ذلك لتتجنب المحاسبة في المستقبل.
من الممكن القول، بأن السابع من أكتوبر أعاد القضية الفلسطينية للساحة من جديد، بالإضافة أن الجنود الاسرائيليين يتعرضون لمشاكل في الخارج بسبب دعوى المحكمة الجنائية الدولية وهو شئ مهم للغاية، و الجيش الاسرائيلي وصم بالعار لارتكابه جرائم حرب، حتى أن الشباب اليهودي في في دول أوروبية وصف ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية.
في حال سقوط حكومة نتنياهو من خلفيته .. وكيف سيكون موقفه من الحرب الحالية؟
لو سقطت حكومة نتنياهو، فهناك أكثر من بديل، لكن المعارضة الاسرائيلية ليست مؤثرة، لكن هناك ثلاثة أسماء مطروحة من الممكن أن يصبح أحدهم خليفة لنتنياهو، هم: يؤاف جالانت وزير الدفاع السابق، جادي إيزينكوت رئيس الأركان الأسبق، ونفتالي بينت رئيس الوزراء السابق.
بالنسبة لموقفهم من الحرب، القيادات في إسرائيل لا تتغير مواقفها و لا اتجاهاتها، الجميع له هدف واحد وهو تصفية القضية الفلسطينية.
أخبار متعلقة :