فرانشيسكو أتشيربي.. حارب السرطان والاكتئاب مرتين وقهر برشلونة - بلد نيوز

الوطن سبورت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فرانشيسكو أتشيربي.. حارب السرطان والاكتئاب مرتين وقهر برشلونة - بلد نيوز, اليوم الخميس 8 مايو 2025 08:41 مساءً

في نصف نهائي تاريخي لا يُنسى بين برشلونة وإنتر ميلان بدوري الأبطال، كان الفوز من نصيب أكبر لاعب سنًا في الملعب، بالتحديد أسطورة «سان سيرو» الجديدة المدافع الإيطالي المخضرم فرانشيسكو أتشيربي، والذي أنقذ أحلام فريقه من الضياع المحقق أمام سحرة برشلونة الغير قابلين للإيقاف تحت قيادة الداهية الألماني هانز فليك، المدير الفني لبرشلونة.

وكانت اللقطة الأبرز مع تحدي فرانشيسكو أتشيربي غريزته الدفاعية كقلب دفاع مخضرم (37 عامًا) ليُسجل هدف التعادل المثير لإنتر ميلان في الدقيقة 93، ليفرض على برشلونة اللجوء إلى الوقت الإضافي.

نعم، سجل ديفيد فراتيسي هدف الفوز ليحجز مكانًا للعملاق الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن تسديدة المدافع المخضرم أتشيربي الرائعة، التي جسّدت مواجهةً مجنونة من مباراتين، وربما تكون تلك التسديدة الرائعة هي تتويجه الشخصي لمسيرته الحافلة.

وُلد أتشيربي في ضواحي ميلانو في فبراير 1988، وهو الآن على بُعد 90 دقيقة من إكمال مسيرته بقيادة الإنتر نحو المجد الأوروبي، لكن طريقه إلى سان سيرو - موقع هذا الهدف الذي سيبقى خالدًا في ذاكرة جميع مشجعي الإنتر - أطول بكثير من مسافة 15 ميلاً من ضاحية فيتزولو بريدابيسي.

ويتميز هذا الطريق الذي سلكه «مخضرم الإنتر»، بمواجهاته على أرض الملعب مع أفضل مهاجمي العالم، والأهم من ذلك، خارجه أيضًا، مع السرطان والاكتئاب وإدمان الكحول.

16978693051746723788.jpg

مسيرة مهنية حافلة

بدأ أتشيربي مسيرته في دوري الدرجة الثالثة الإيطالي مع بافيا عام 2006، ولعب في دوري الدرجة الرابعة شبه الاحترافي معارًا إلى ريناتي، قبل أن يعيره إلى فريق الشباب في سبيتسيا قبل أن ينتقل بشكل دائم إلى ريجينا وجنوة وكييفو، حيث ظهر لأول مرة في دوري الدرجة الأولى.

وانضمّ بعد ذلك إلى ميلان عام 2012، ولعب لفترة وجيزة مع لاعبين بحجم روبينيو وماريو بالوتيلي، ولكن بعد ستة أشهر فقط من المعاناة للحصول على دقائق لعب كافية، بِيعَ إلى جنوى، الذي أعاده على الفور إلى كييفو.

لم تستقر مسيرة أتشيربي إلا بعد انضمامه إلى ساسولو عام 2013، حيث أمضى خمسة مواسم هناك قبل أربعة مواسم مع لاتسيو.

انضمّ «أتشيربي» في البداية إلى إنتر ميلان على سبيل الإعارة في موسم 2022-2023، حيث التقى مجددًا بمدرب لاتسيو السابق سيموني إنزاجي، ثمّ انتقل بشكل دائم في الصيف التالي، إذ رفع هذا الانتقال رصيده إلى 14 فترة انتقال، لعب خلالها مع عشرة أندية مختلفة.

رجل الذهب

سجّل أتشيربي هدفًا برأسية حاسمًا ضد غريمه اللدود وفريقه السابق، ميلان، في أبريل 2024، حيث ساعد ذلك فريقه على الفوز بنتيجة 2-1، ليُتوّج بطلًا للدوري الإيطالي للمرة العشرين.

قبل عام، ومع اقتراب نهاية موسم إعارته، نال أتشيربي إشادة كبيرة لأدائه في نهائي دوري أبطال أوروبا، رغم الخسارة وقتها أمام مانشستر سيتي بهدف دون رد، لكن قلب الدفاع الإيطالي نجح في إبقاء إيرلينج هالاند بعيدًا عن التسجيل طوال اللقاء.

قهر آلام الاكتئاب بالسرطان مرتين

وكانت أصعب تحديات أتشيربي بعيدة عن كرة القدم، فالبداية كانت مع وفاة والده خلال فترة قصيرة قضاها في ميلان، ما تسبب في إصابته بالاكتئاب، ودفعه وقتها إلى الاستسلام، والاعتماد بشراهة على تناول الكحوليات، لتخفيف الألم والمعاناة.

ثم عند انضمامه إلى ساسولو في عام 2013 في بداية الموسم التالي، شُخِّص أتشيربي بسرطان الخصية، حيث أظهر فحص طبي دوري نتائج غير عادية لفحوصات الدم، وخضع على الفور لعملية جراحية لإزالة الورم، لكن بعد عودته إلى التدريب والمنافسات، فشل في اختبار المنشطات بشكل مفاجئ.

أنكر أتشيربي تناوله أي عقاقير محظورة لتحسين الأداء، وتبين أن عدم انتظام مستويات الهرمونات كان انتكاسة جديدة للسرطان اللعين، ونتيجة لذلك، خضع المدافع للعلاج الكيميائي لمدة شهرين في بداية عام 2014، لكن أتشيربي يُنسب الفضل في الواقع إلى نوبتي السرطان في إنقاذه من الاكتئاب وإدمان الكحول.

وشرح «أتشيربي» وقتها معاناته بصراحة لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية عام 2019، قائلا: «بعد وفاة والدي، عندما كنت ألعب مع ميلان، وصلت إلى الحضيض».

وأضاف: «كان الأمر كما لو أنني نسيت كيف ألعب، أو لماذا ألعب. بدأت أشرب، وصدقوني، كنت أشرب أي شيء».

وتابع: «قد يبدو الأمر مفارقة مروعة، لكن السرطان أنقذني. كان لديّ شيء جديد أحاربه، وحدود عليّ تجاوزها».

وواصل: «كان الأمر كما لو أنني بدأت حياتي من جديد، ورأيت العالم بطريقة نسيتها تمامًا. توقفت عن الشعور بالخوف».

وزاد: «كنت أفكر في نفسي، ماذا ستفعل إذا عادت مرة أخرى؟ أجبت: "سأواجهها مرة أخرى". 

وتابع: «أعتقد أن إصابتي بهذا المرض حسّنت شخصيتي، وألغت الندم والحسرة».

وأردف: «أصبحتُ مُراقبًا لما يحيط بي. استبعدتُ كل ما هو غير ضروري، والسلبيات، والأوهام أيضًا. توقفتُ عن الأحلام الكبيرة، وبدأتُ أُركز على أهداف بسيطة».

11987562021746721214.jpg

بطل أوروبا

أتشيربي شارك لأول مرة مع منتخب إيطاليا الأول في نفس العام الذي خضع فيه للعلاج الكيميائي، ولكن بحلول عام 2019، لم يُشارك سوى في مباراتين إضافيتين واحدة في عام 2016، وأخرى في 2018 - قبل أن يُعيده روبرتو مانشيني المدير الفني للأتزوري آنذاك إلى التشكيلة الأساسية.

ورغم أن أتشيربي لن يُخلّد اسمه كواحد من أعظم المدافعين الإيطاليين على مر العصور، إلى جانب باولو مالديني وفابيو كانافارو وليوناردو بونوتشي وجورجيو كيليني وآخرين، إلا أنه نال وسام الاستحقاق الإيطالي الرفيع بعد أن كان جزءًا من تشكيلة المنتخب الفائز ببطولة يورو 2020.

صنع هدف الفوز في الوقت الإضافي ضد النمسا في دور الـ16، ثم كان بديلًا لم يُشارك في ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي، حيث فاز المنتخب الإيطالي على إنجلترا بركلات الترجيح.

مع ذلك، لم يُضف أتشيربي أي مباراة دولية إلى رصيده البالغ 34 مباراة منذ عام 2023، وانسحب من تشكيلة المنتخب في مارس 2024 بعد مزاعم بتوجيهه تعليقات عنصرية لخوان جيسوس، لاعب نابولي، خلال مباراة بالدوري الإيطالي في وقت سابق من ذلك الشهر، رفض قاضٍ رياضي في الدوري الإيطالي القضية بحجة نقص الأدلة، حيث أفلت أتشيربي من العقوبة، وهو قرار أثار غضب نابولي.

دراما برشلونة

تصدّر أتشيربي عناوين الصحف في مرمى برشلونة، والذي كان أول هدف في مسيرة أتشيربي في البطولات الأوروبية في ظهوره السادس والستين في مختلف البطولات الأوروبية للأندية.

ولمزيد من الإبهار والتميز، سجل اللاعب الأعسر، الذي يبلغ طوله 180 سنتيمترا، الهدف بقدمه اليمنى، لذا، لم يكن من المستغرب أن يخلع قميصه الأسود والأزرق الشهير، في فرحة عارمة، كاشفًا عن جسده الموشوم.

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق