بلد نيوز

رونالدينيو .. الساحر الباسم - بلد نيوز

أ.د مهدي دبان 
لا يختلف عليه اثنان... أمهر من أنجبت الملاعب... أعاد الكرة إلى موطنها ومفهومها الحقيقي ... إمتاع الناس، الاستمتاع، واللعب بحرفنة، والرقص كما يفعل في مهرجانات الكوباكابانا... أو اللعب على شواطئ الريو مع شلة الأصحاب تحت أضواء القمر في لياليه المضيئة...
لعبة الفقراء التي اغتصبها الأثرياء لتزداد أرصدتهم ونفوذهم، واستخدمتها الأنظمة السياسية لإلهاء الشعوب وخلق الصراعات والنقاشات الساخنة الطاحنة التي تزرع العداوات وتساهم في تفرقة البشر... وكأن  الجلد المنفوخ يقرر مصير حياة أو مآل آخرة... كل ذلك لم يأبه به الساحر الباسم، ورمى به عرض الحائط، و أعاد اللعبة إلينا كما يجب أن تكون... لعبة تجمع ولا تفرق... لعبة غرضها التسلية والترويح عن النفس، بعيدا عن المراهنات واغتصاب العقول والأفئدة...
لا أحد يشبهه، ولا أحد يستطيع تقليده. رونالدو دي أسيس موريرا، المعروف بيننا ببساطة بـ رونالدينيو، أو كما أحبت الجماهير أن تناديه: "الساحر الباسم". ذاك الذي جعلنا نؤمن أن الكرة ليست مجرد لعبة، بل رقصة، فن، حالة عشق تعاش بكل الحواس.
حين كان يلمس الكرة، كأنها مربوطة بقدمه بخيط غير مرئي، يداعبها وكأنها صديقته القديمة، تفهمه ويفهمها. لم يكن يلعب ليفوز فحسب، بل ليمتع، ليرسم الابتسامة، ليخلق لحظة سحرية تجعلنا ننهض من مقاعدنا ونحن نصرخ بدهشة: "ماذا فعل؟!"
"رونالدينيو جعل كرة القدم فنا راقصاً على العشب"، هكذا وصفه كرويف، بينما قال زيدان عنه: "كان يجعل الناس يقفون كلما لمس الكرة". أما بيليه، فختمها بقوله: "هو الساحر الحقيقي، غير القابل للتوقع".
كان يلعب كما لو أنه ما زال طفلًا في شواطئ بورتو اليغري، يركض تحت القمر مع أصدقائه، بلا قواعد، بلا ضغوط، فقط لذة اللعب.
ابتسامته وحدها كانت تكفي لتجعل الكرة تبتسم، والملعب يرقص، والجماهير تعود لتؤمن أن هذه اللعبة، رغم كل ما علق بها، لا تزال قادرة على الإمتاع ... حين يمسك بها لاعب مثل رونالدينيو.

أخبار متعلقة :