بلد نيوز

الراقي... باقي على الحلو تكة - بلد نيوز

 

أ.د مهدي دبان

في بداية ثمانينات القرن الماضي، لم نكن نعرف الكثير عن الأندية السعودية (اذا استثنينا المغتربين في أراضيها ) رغم أن عدن حينها كانت منارة للعلم والإعلام، وذاك راجع للعزلة التي فرضها النظام الشمولي في تلك الحقبة عن المحيط الإقليمي، وخاصة الخليجي منه.

ولكن، حدث أمر جلل في نهاية الثمانينات، وتحديدًا في العام 1988، حين أقيم حفل اعتزال نجم النادي الأهلي السعودي، أو "قلعة الكؤوس" كما تحب أن تناديه جماهيره، اللاعب أمين دابو. وحتى هنا، بدا الأمر طبيعيا، كأي مباراة وداعية للاعب كبير... لكن الحدث الاستثنائي الذي غير كل شيء، كان توجيه الدعوة ل "جيفارا الكرة العالمية"، وقائد ثورتها، وأسطورتها التي سكنت القلوب وأشعلت العشق الأبدي للكرة...

نعم، إنه دييجو مارادونا.

مارادونا لبى الدعوة، وحضر المباراة، ومنذ تلك اللحظة، تعلّق قلبي بالأهلي. ربما لأنني أحب الأفضل، ومن خلال مارادونا، رأيت أن "الراقي" يستحق العشق. وبعدها، عرفت أكثر... عرفت أن الأهلي لم يكن مجرد ناد، بل كان حقا قلعة للكؤوس. لكن، كما هي الحياة، لا تسير دائمًا في خط تصاعدي، فقد تأثر الأهلي على مر السنوات، وتراجع خلف أندية مثل الهلال، النصر، والاتحاد، خاصة على المستوى القاري.

ورغم كل شيء، لم يخفت حب الأهلي، ولم يتأثر في قلوب محبيه. بقي كبيرًا، شامخا، وله هيبته الخاصة. فهو النادي الذي يملك الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بكأس الملك، لكنه، ولسبب ما، عجز عن لمس المجد القاري، رغم محاولاته المتكررة.

واليوم، في موسم استثنائي، وبعد تدعيمات عالمية بوجود الرئيس الإيفواري فرانك كيسييه، وفخر العرب الجزائري رياض محرز، والديناميت البرازيلي فيرمينو، والبومبر الإنجليزي توني، ومجموعة من النجوم الآخرين... بلغ الأهلي أخيرا نهائي دوري أبطال آسيا، متجاوزا خصمه "الزعيم الهلالي".

وبين قلوب محبيه، هناك دعاء وأمل وهمس يقول:
"باقي على الحلو تكة"...
فهل تكون آسيا هذه المرة "حلوة الراقي"  التي طال انتظارها؟

أخبار متعلقة :