ينظم متحف الشارقة للفنون في عطلة نهاية الأسبوع، السبت والأحد، فعالية «بين الفنون»، وذلك احتفالاً بمرور 28 عاماً على تأسيسه، وتزامناً مع اليوم العالمي للفن الذي يصادف الـ15 من إبريل/ نيسان كل عام. وتعد هذه المبادرة تجسيداً لالتزام المتحف الراسخ بدعم الإبداع وتعزيز الحوار المجتمعي، وإثراء المشهد الثقافي لدولة الإمارات.
وتشمل الفعالية عرضاً أرشيفياً مميزاً يتيح للزوار فرصة استكشاف مجموعة منتقاة من المطبوعات والصور الفوتوغرافية التي توثق مسيرة المتحف منذ انطلاقه، ويعتبر هذا العرض المصغر بمثابة رحلة فنية حافلة بالإسهامات التي تركت بصمة عميقة على الساحة الفنية المحلية والإقليمية.
وتقام جلسة حوارية تحت عنوان «الفنون التشكيلية الناشئة في الإمارات»، على مدار يومي الحدث من الساعة الخامسة وحتى السادسة مساء داخل المبنى، وذلك بحضور نخبة من الفنانين الإماراتيين الذين ساهموا في تشكيل الهوية البصرية للدولة، ومن بينهم جمعة الحاج، وسقاف الهاشمي، ومهرة الفلاحي، ونورة الهاشمي.
وتطرح الجلسة محاور عدة تشمل تطور الفنون التشكيلية الإماراتية، ودور متحف الشارقة للفنون في دعم المواهب الفنية وتعزيز الحركة الإبداعية. كما سيناقش آفاق مستقبل الممارسة الفنية في الدولة، مؤكدين أهمية الفن كوسيلة للتواصل والحوار بين الثقافات في عالم مترابط ومتغير.
ويشمل برنامج «بين الفنون» كذلك مجموعة غنية من الورش التفاعلية والعروض الفنية والأنشطة المجتمعية المصممة لتلبية اهتمامات مختلف الفئات العمرية، منها ورشة إعادة تصميم المجوهرات بإشراف الفنانة سلام سويد، والتي تستهدف المشاركين من سن 13 عاماً فما فوق، لتتيح لهم فرصة تحويل قلائد قديمة إلى قطع فنية عصرية تدمج بين روح التراث وابتكارات الحاضر.
وفي اليوم الثاني، تقدم الفنانة الدكتورة كريمة الشوملي ورشة عمل حول تقنية الطباعة بالقوالب (Linocut)، حيث يتعرف المشاركون الى خطوات الرسم والنحت والتلوين باستخدام هذه التقنية اليدوية الأصيلة.
وخصصت هيئة الشارقة للمتاحف حيزاً للأطفال من خلال أنشطة إبداعية مصممة خصيصاً لهم، مثل ورشة «الرسم بالورق» التي يستخدم فيها الأطفال عجينة الورق الملونة والغراء لصنع أعمال فنية ثلاثية الأبعاد، ونشاط تجريدي يستبدل فيه استخدام الفرش التقليدية بعبوات الرش، إضافة إلى ورشة طباعة على الحقائب توظف فيها عناصر طبيعية مثل شرائح الليمون لإنتاج تصاميم نسيجية مبتكرة تبرز روح التجريب واللعب الفني.
وتختتم أمسيات الفعالية بعروض موسيقى حية، مما يخلق تجربة بصرية وسمعية ساحرة، كما يضفي تنوع الأنشطة من مسابقات وألعاب تفاعلية وعربات الطعام جواً احتفالياً ينبض بالحياة.
ويدعو متحف الشارقة للفنون من خلال هذا البرنامج المتكامل الذي يمزج بين التعبير الفني والتفاعل الثقافي والانخراط المجتمعي، أفراد المجتمع لاستكشاف الدور الحيوي للفن في تشكيل الهوية الوطنية وتحفيز الحوار البنّاء، مسدّداً بذلك الفجوة بين التراث والتجديد المعاصر، ومعززاً مكانته كمحور ثقافي بارز في الإمارات والمنطقة.