نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأغاني الكلاسيكية والموسيقى الشرقية تزين العيد - بلد نيوز, اليوم الأحد 30 مارس 2025 10:17 مساءً
تحقيق: مها عادل
تزين الموسيقى الكلاسيكية الشرقية الأصيلة، والأغنيات القديمة، والفنون الشعبية والفولكلورية التي يجتمع حولها الجميع في ليالي السهر مع الأهل والأصدقاء، في حالة من البهجة والحنين التي تزخر بها أجواء عيد الفطر السعيد بعد ليالي رمضان.
يطلعنا الملحن والمايسترو عبد العزيز المدني، مدير فرقة الإمارات الموسيقية على رؤيته لملازمة الموسيقى الكلاسيكية والتراثية لأمسيات رمضان والعيد قائلاً: هذا التواجد الطاغي لهذه النوعية من الموسيقى خلال رمضان والعيد أمر طبيعي، وعادة ما يطالبنا الجمهور في كل المحافل بهذه النوعية من الأغاني والألحان القديمة والأصيلة، فهي تعبر عن الحالة العامة التي يعيشها المجتمع العربي كله في هذه الفترة من الحنين للماضي ولكل ما هو أصيل وله قيمة فنية ومعنوية أيضاً، فالموسيقى موجودة في حياة البشر منذ أن بدأوا في صناعة الحضارة وعرف العرب الموسيقى منذ الجاهلية وتطورت مع ظهور الإسلام في عصور الخلفاء الراشدين والأمويين ووصلت إلى مرحلة متقدمة في عصر العباسيين الذي يطلق عليه اسم العصر الذهبي للحضارة العربية وعصر الأندلس.
لذلك ففي أيام رمضان والأعياد نجد الموسيقى العربية موجودة بمقامات معينة مثل مقام الرصد والسيكا والكورد، علماً أن لدينا في الموسيقى العربية 9 مقامات أساسية.
وخلال ليالي رمضان وعيد الفطر نجد الفرق الموسيقية تعزف في كثير من الأحيان بدون حتى أن يكون هناك صوت بشري يؤدي الغناء، ونجد آلات شرقية أصيلة حاضرة بالأمسيات مثل العود والقانون، فهي تلعب دوراً رئيسياً في إشاعة أجواء روحانية مبهجة في السهرات خاصة في الأيام المباركة، فهناك مقامات تستخدم بتقاسيم معينة تلامس الحالة الروحانية لدى الحضور تعزف من الآلات الشرقية الأصيلة وتجد أصداء جيدة لدى الجمهور مهما تعددت ثقافاته.
رغبات الجمهور
يحدثنا ناصر إبراهيم مؤسس فرقة أوركسترا أرابيسك ويقول: تعودنا على مدار السنوات الماضية في هذه الأيام المباركة من كل عام تلبية رغبات الجمهور من مختلف الأعمار، وتقديم عروض موسيقية وفنية وفولكلورية تخاطب العائلات من كل الأقطار العربية، وبالفعل لاقت عروضنا التراثية وموسيقانا الكلاسيكية استحساناً كبيراً لأنها صادفت هوى عند جمهور دبي متعدد الثقافات، والذي يبحث عن الأصالة واسترجاع الذكريات من خلال العروض الفنية، ومنذ 4 سنوات أسسنا أوركسترا أرابيسك للموسيقى العربية، وعلى مدى هذه السنوات بدأنا بتقديم عروض لإحياء كل ما هو تراثي وقديم من كنوز الموسيقى العربية وقدمنا التراث الغنائي للموسيقى العربية أيضاً خلال شهر رمضان، وانطلقت عروضنا من مسرح القرية العالمية، وبدأنا بعزف موسيقى صامتة لأشهر أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز ووردة وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، ثم قدمنا أغنيات من أشهر الكلاسيكيات بأصوات طربية أصيلة وفي العام الذي تلاه أضفنا برنامجاً موسيقياً مختلفاً يحتفي بتترات المسلسلات العربية الشهيرة التي ارتبطت بشهر رمضان مثل رأفت الهجان وليالي الحلمية وأرابيسك والمال والبنون وهي موسيقى تداعب حنين الجمهور إلى هذه الأعمال والأيام الماضية وقدمنا موسيقى من التراث العربي مصحوبة بالغناء المباشر ومقطوعات من التراث اليمني والسوداني والخليجي وكل هذه الموسيقى التقليدية والتراثية تحظى بإقبال كبير لدى الجمهور في كل مسارح دبي وغيرها من أماكن الأداء الفني العام وحالياً نستعد لتقديم فنوننا خارج الدولة في تونس والسعودية وعمان.
ويضيف: طالما كنا نستهدف المزاج العام للجمهور ورغباته في هذه الفترة بصفة خاصة، ومؤخراً قررنا أن مزاج الجمهور المثقف بدبي قد يتسع للمزيد من التجارب الفنية وأضفنا بعض التجديد على المحتوى ومزجنا الموسيقى العربية مع تقديم موسيقى كلاسيكية عالمية لإرضاء كل الثقافات، وحرصنا على توظيف الفنون التقليدية مع الموسيقى العربية والكلاسيكية والأغنيات الشهيرة من الثقافات المختلفة، فالفن هو لغة عالمية تجمع بين البشر، ونحن نقيم في دبي، ولذلك نؤمن بالتعايش والتناغم بين الجنسيات والثقافات وهذا ينعكس على الفن الذي نقدمه.
الحنين للذكريات
يحدثنا المايسترو نوفل بن محرز قائد أوركسترا أرابيسك للموسيقى العربية قائلاً: منذ نشأة الأوركسترا نحرص على تقديم برنامج موسيقي خاص خلال الأيام المباركة التي ترتبط في أذهان الجميع بالحنين للذكريات الذي ينعش رغبات الجمهور، وعروض فنية تعكس تراث الموسيقى العربية وأشهر الأغاني التي تعيش في ذاكرتنا وهذه النوعية تتفق تماماً مع أجواء أمسيات وليالي هذه الأيام المباركة، فالناس في هذه الأمسيات يسعدون بهذا النوع من الموسيقى التي تداعب مشاعرهم وتعيدهم إلى عالم التراث الفني الغني بالفنون والتقاليد الأصيلة. كما نحرص من خلال حفلاتنا على تقديم التراث الموسيقي الذي يعكس ثقافتنا العربية وهذا ما لاقى نجاحاً كبيراً خلال السنوات الماضية، الأمر الذي يعكس شغف الجمهور بهذه النوعية من العروض والفنون في دبي وهذا هو ما يفسر انتشارها، وهذا الإقبال شجعنا على أن نضيف إلى قائمة المعزوفات التي نقدمها هذا العام بعض المقطوعات الكلاسيكية العالمية الشهيرة والمعروفة أيضاً في عالمنا العربي لإرضاء أذواق كل الجنسيات التي تحتضنها دبي، فقدمنا هذا العام إلى جانب أغاني فيروز والرحابنة وألحان سيد درويش وعبد الوهاب، أغاني عالمية شهيرة مثل «بيللا تشاو» و«بيرهابس» وبعض المقطوعات الكلاسيكية الغربية الأخرى حرصاً على تقديم الجديد ومخاطبة كل الأذواق والأعمار، فالموسيقى شريك أساسي في صناعة البهجة.
0 تعليق