كشفت تقارير حديثة أن «فيس بوك» أصبح المنصة الأكثر استخداماً في عمليات الاحتيال المالي داخل المملكة المتحدة، متجاوزاً تطبيق «إنستغرام» التابع للشركة نفسها التي تدير «فيس بوك» وهي «متيا»، وذلك بعد تسجيل خسائر تجاوزت 214 مليون جنيه استرليني خلال السنوات الخمس الماضية.
ووفقاً لبيانات «Action Fraud»، فقد سُجل على «فيسبوك» وحده 1411 بلاغاً بعمليات احتيال خلال عام 2024، نجمت عنها خسائر قُدرت بـ28 مليون جنيه استرليني، بحسب ما نقلته صحيفة «مترو». وجاء «إنستغرام» في المرتبة الثانية بـ828 بلاغاً وخسائر بلغت 11 مليوناً. أما «تيك توك»، فشهد أعلى معدل نمو في البلاغات بنسبة 63%، رغم انخفاض متوسط الخسائر الفردية بنسبة 58%.
ورغم أن «لينكد إن» سجل أقل عدد من البلاغات، إلا أن متوسط الخسائر لكل ضحية كان الأعلى، متجاوزاً 40 ألف جنيه للبلاغ الواحد، ويرجع ذلك إلى الطبيعة المهنية للمنصة التي تضفي مصداقية على المحتوى الاحتيالي وتجعل الضحايا أكثر عرضة للإقناع.
البيانات أظهرت أن الاحتيال لم يميز بين الأعمار، حيث شملت البلاغات 24 طفلاً دون سن العاشرة، و593 ضحية تحت سن العشرين.
ومن أبرز الحالات الجندي البريطاني السابق «وين ويستهاد»، الذي فقد كامل مدخراته 200.000 جنيه استرليني في عملية احتيال استثمارية عبر «فيس بوك»، استُخدمت فيها صورة للمغني الشهير رود ستيوارت، ما جعله يظن أن الإعلان موثوق. في الوقت ذاته، كانت زوجته تكافح مع مرض السرطان.
وفي هذا السياق، دعا ريتشارد بيري، مؤسس موقع «Good Money Guide»، إلى فرض غرامات على المنصات التي تُعرض من خلالها إعلانات احتيالية، موضحاً أن بعض الإعلانات استمرت على «فيس بوك» لسنوات رغم التبليغ عنها، ما أدى إلى المزيد من عمليات الاحتيال.
ورغم تأكيد شركة «ميتا» المالكة لـ«فيسبوك» و«إنستغرام» تعاونها مع السلطات لمكافحة هذه الظاهرة، يرى النقاد أن استجابتها لا تزال متأخرة. وقد بدأت الشركة مؤخراً باختبار تقنيات جديدة للتعرف إلى الوجوه في أوروبا، بهدف الحد من الإعلانات الاحتيالية التي تستغل صور المشاهير.
كما تحث «ميتا» المستخدمين على تفعيل خاصية التحقق الثنائي، واستخدام كلمات مرور قوية، وتجنب مشاركة معلومات شخصية عند تلقي رسائل مشبوهة. في المقابل، التزم «تيك توك» بميثاق مكافحة الاحتيال الرقمي في المملكة المتحدة، وتمكن من حذف أكثر من 95% من المحتوى الاحتيالي بشكل استباقي خلال الربع الأخير من عام 2024.
وتزامناً مع ذلك، ارتفعت حالات اختراق الحسابات على مواقع التواصل والبريد الإلكتروني إلى 34.434 بلاغاً في عام 2024، مقارنة بـ22.530 في العام السابق، وغالباً ما يُستخدم هذا النوع من الاختراقات لتنفيذ عمليات احتيال استثماري أو الاستيلاء على الحسابات.