حزن حول العالم بعد وفاة البابا فرنسيس - بلد نيوز

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حزن حول العالم بعد وفاة البابا فرنسيس - بلد نيوز, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 12:43 مساءً

الفاتيكان- أ ف ب

سادت حالة من الحزن حول العالم، بعدما دقت أجراس الكنائس في الفاتيكان، معلنة وفاة البابا فرنسيس، عن 88 عاماً، يوم اثنين الفصح، وغداة ظهوره ضعيفاً لكن باسماً، بين آلاف المصلين الذين احتشدوا في باحة القديس بطرس في روما في عيد القيامة لدى المسيحيين.

وتبارى عدد من زعماد وقادة العالم في نعي الحبر الأعظم الذي وصفوه بـ«صوت للعدالة والسلام»، و«نصير للفقراء»، وداعية الحوار بين الأديان والثقافات، حيث بدأت التعازي تتدفق من أنحاء العام.

وتقرع أجراس كاترائية نوتردام في باريس 88 مرة منذ الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي لراحة نفس البابا الراحل. وأوضح الجهاز الإعلامي للكاتدرائية أن «88 قرعة جرس عن 88 سنة حياة» ستختتم بوصلة طويلة تشارك فيها كل أجراس نوتردام.

ونعت بطريركية موسكو، البابا الراحل، وقالت إنه لعب دوراً مهماً في الارتقاء النشط بالاتصالات بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

وكتب البيت الأبيض عبر منصة «إكس» «ارقد بسلام البابا فرنسيس». وقدّم نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس الذي استقبله البابا فرنسيس لفترة وجيزة، الأحد، قبل ساعات قليلة من وفاته، تعازيه الاثنين «إلى ملايين المسيحيين في جميع أنحاء العالم الذين أحبوه».

وعانى رأس الكنيسة الكاثوليكية منذ أكثر من شهرين، من تداعيات التهاب رئوي حاد. وكان يتمتع بشعبية واسعة بين أتباع كنيسته في العالم، ولو أنه واجه معارضة شرسة من البعض، لا سيما داخل الكنيسة، بسبب إصلاحات دعا اليها.

وقال الكاردينال كيفن فاريل، في بيان نشره الفاتيكان عبر قناته على تطبيق «تلغرام»: «هذا الصباح عند الساعة 07,35 عاد أسقف روما فرنسيس، إلى بيت الآب. كرّس كلّ حياته لخدمة الرب وكنيسته».

تدهور صحي

وكان البابا الأرجنتيني الجنسية نُقِل في 14 فبراير/ شباط الماضي، إلى مستشفى جيميلي، بسبب إصابته بالتهاب رئوي. وأعلن الفاتيكان حينها أنه في وضع «حرج».

وخرج من المستشفى في 23 مارس/ آذار الماضي، بعد 38 يوماً من الاستشفاء، وهي أطول مدة قضاها في المستشفى منذ بداية حبريته.

وقام بجولة الأحد بين المصلين في باحة القديس بطرس في سيارته «البابا موبيلي»، وبدا متعباً، ولم يتمكّن إلا من قول بضع كلمات، بينما تلا عنه النص الذي أراد التوجه به الى المصلين، أحد مساعديه. وأصرّ البابا الذي كان يستخدم كرسياً متحركاً على ممارسة عمله رغم تحذيرات أطبائه؛ إذ كان وضعه الصحي آخذاً في التدهور، وكان يعاني مشاكل في الورك، وآلاماً في الركبة، وأجريت له جراحات، وأصيب بالتهابات في الجهاز التنفسي، وكان يضع سمّاعة أذن.

ويلحظ دستور الفاتيكان حداداً رسمياً على البابا لمدة تسعة أيام، ومهلة تراوح بين 15 و20 يوماً، لتنظيم المجمّع الذي ينتخب خلاله الكرادلة الناخبون الذين اختار البابا فرنسيس نفسه نحو 80% منهم، البابا الجديد.

من هو «كاميرلنغو الكنيسة الرومانية المقدسة»؟

وفي هذا الوقت، يشغل عميد دائرة العلمانيين، والعائلة والحياة الكاردينال الإيرلندي كيفن فاريل المنصب بالوكالة، بصفته ما يُعرف بـ«كاميرلنغو الكنيسة الرومانية المقدسة»، أي الشخص الذي يتولى الكرسي الرسولي مؤقتاً لدى شغوره.

وكشف البابا فرنسيس في أواخر عام 2023 أنه يريد أن يُدفن في كنيسة سانتا ماريا ماجوري وسط روما، وليس في سرداب كنيسة القديس بطرس، وهو ما سيكون سابقة منذ أكثر من ثلاثة قرون.

وأصدر الفاتيكان في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، طقوساً مبسّطة للجنازات البابوية، أبرزها استخدام تابوت بسيط من الخشب والزنك، بدلاً من التوابيت الثلاثة المتداخلة المصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط.

وطوال حبريته التي امتدت 12 عاماً، دافع أول بابا أمريكي جنوبي في التاريخ، من دون هوادة، عن المهاجرين والبيئة والعدالة الاجتماعية، من دون أن يمسّ بعقيدة الكنيسة في شأن الإجهاض، أو عزوبية الكهنة.

إصلاحات متعددة

مع تزايد تعرّضه لوعكات صحية، تصاعد الحديث عن إمكان تنحّيه، على غرار ما فعل سلَفه بنديكتوس الـ16. وسبقَ للبابا الذي يُعَدّ الزعيم الروحي لنحو 1,4 مليار كاثوليكي في العالم أن أمضى فترتين في المستشفى عام 2023، أُجريَت له خلال إحداهما جراحة في الإمعاء، واضطر في الأشهر الأخيرة إلى صرف النظر عن مجموعة ارتباطات.

وأصيب خورخي بيرغوليو عندما كان في الـ21 بالتهاب الجنبة الحاد، واضطر الجرّاحون إلى إزالة رئته اليمنى جزئياً.

وكان جدول أعمال البابا فرنسيس، هاوي الموسيقى وكرة القدم الذي لا يستسيغ العطلات، يحفل غالباً بنحو عشرة مواعيد في اليوم. وقام برحلة في سبتمبر/أيلول، كانت الأطول له خلال حبريته، إذ دامت 12 يوماً، وشملت جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا.

وشجب البابا الذي انتخب في 2013، باستمرار أشكال العنف، من الاتجار بالبشر إلى كوارث الهجرة، مروراً بالاستغلال الاقتصادي.

وفي 11 فبراير/شباط الماضي، كرّر إدانته عمليات الطرد الجماعي للمهاجرين التي يعتمدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما أثار غضب البيت الأبيض.

ودعا البابا المعارض بشدّة لتجارة الأسلحة إلى السلام في أوكرانيا والشرق الأوسط.

وكان هذا السياسي البارع ذو المواقف الجريئة، عازماً على إدخال إصلاحات على «الكوريا الرومانية»، أي الحكومة المركزية للكرسي الرسولي، ومصمماً على تعزيز دور النساء والعلمانيين فيها، وعلى تطهير مالية الفاتيكان التي هزتها شبهات وفضائح.

انفتاح على الجميع

وبرز البابا فرنسيس المتمسك بالحوار بين الأديان، وخاصة مع الإسلام، بدفاعه إلى أقصى حدّ عن كنيسة «منفتحة على الجميع». وعرف بأسلوبه القريب من الناس ما أكسبه شعبية كبيرة؛ إذ كان مثلاً يتمنّى لرعاياه «شهية طيبة» كل يوم أحد في ساحة القديس بطرس.

وواجه البابا معارضة بسبب إصلاحات داخلية، وانتقده البعض لقراراته الجريئة، كوضع قيود على القداس اللاتيني.

كذلك اتهم البعض فرنسيس بالمبالغة في التخفيف من مكانة منصب البابا بأسلوبه الخارج عن المألوف، كتفضيله مثلاً الإقامة في شقة متواضعة من غرفتين بمساحة 70 متراً مربعاً على السكن في القصر الرسولي الفخم.

كذلك أعاد البابا السادس والستون بعد المئتين الذي اهتم أكثر خلال حبريته بـ«الأطراف» في العالم، توجيه النقاشات داخل الكنيسة، كما فعل في رسالته العامة البيئية والاجتماعية «كُن مسبّحاً» الصادرة عام 2015؛ إذ كانت بمثابة لائحة اتهام في شأن تمويل جهود الحفاظ على البيئة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق