مسقط: راشد النعيمي
اكتشفت بعثة أثرية من قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان أقدم زوج من «الصنجات» المكتملة «آلة موسيقية نحاسية» في موقع «دهوى 7» على أطراف وادي السخن بولاية صحم في محافظة شمال الباطنة.
ودلت الشواهد الأثرية المنتشرة بكثافة على السطح على أن الموقع يمثل إحدى مستوطنات ثقافة محلية ازدهرت في المنطقة خلال الفترة الواقعة بين 2700-2000 قبل الميلاد، وبعد انقضاء أكثر من 4000 سنة خلت على طمرها وإخفائها من قبل السكان الأوائل في شبه الجزيرة العُمانية، كشفت أعمال التنقيبات الأثرية عنها لأول مرة.
ونقبت البعثة الأثرية في عدد من مباني المستوطنة لتؤكد النتائج على أن الموقع كان مزدهراً جداً، وأن سكانه اعتمدوا بشكل كبير في اقتصادهم المعيشي على تعدين النحاس، إضافة إلى الزراعة، خاصة النخيل، وتربية الماشية، ودلت الكميات الكبيرة جداً من الفخار المستورد من بلاد السند، الذي عثر عليه داخل المستوطنة، على أن سكان الموقع كانت تربطهم علاقات تجارية وثيقة بحضارة «هارابا» التي كانت مزدهرة هناك.
ومن ضمن المباني الأربعة التي تم التنقيب بها في الموقع كان هناك مبنى صغير منعزل يتربع على قمة هضبة مرتفعة ومطلة على باقي مباني المستوطنة الواقعة في المنطقة السلفية.
وتعد «الصنجات» التي عثر عليها الأقدم على الإطلاق على مستوى شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام، في حين عثر على أدلة مشابهة لها، وربما مزامنة لها في مدينة موهنجدارو في وادي السند، باكستان حالياً، تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، وهناك أيضاً أدلة تشير إلى استخدام «الصنجات» في الحضارة السومرية في مدينة أور في جنوب بلاد الرافدين.