نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التخصصات الجامعية الحديثة.. فرص ذهبية تفتقر إلى الإرشاد الأكاديمي - بلد نيوز, اليوم الأحد 6 أبريل 2025 10:48 مساءً
تحقيق: أمير السني
مع التطور الذي يشهده سوق العمل في العالم بمختلف المجالات، تزايد الطلب على تخصصات حديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وعلوم البيانات، وهو ما أدى إلى ظهور تخصصات جامعية حديثة تتماشى مع احتياجات السوق المستقبلية، وبرغم أهمية هذه التخصصات ودورها المحوري في التنمية والتطور، فإن العديد من الطلاب يترددون في اختيارها بسبب مخاوف تتعلق بصعوبة دراستها وغموض مستقبلها، أو عدم دراية أولياء الأمور بها.
ولأن مواكبة التطور التكنولوجي والعلمي مفتاح للنجاح في عالم متغير، دعا تربويون، المدارس وأولياء الأمور إلى ضرورة مساعدة الطلاب على تجاوز هذه المخاوف عبر البحث والاستكشاف، كما دعوا إلى تكثيف ورش العمل التفاعلية بين المدارس والجامعات والشركات، لمساعدة الطلاب على التعرف إلى بيئة العمل الحقيقية.
أكد التربوي أسامة عبدالباري، أن مع التطورات السريعة في التكنولوجيا والابتكارات الحديثة، أصبح سوق العمل في تغير مستمر، ما أدى إلى ظهور تخصصات جامعية تلبي احتياجات العصر، حيث إن التخصصات التقليدية لم تعد كافية، بل أصبح هناك طلب متزايد على تخصصات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، وعلوم البيانات.
وأوضح أن الطلب المتزايد على خبراء الذكاء الاصطناعي جعل هذا المجال من أكثر التخصصات نمواً في العالم، مشيراً إلى أنه يستخدم في تطوير الأنظمة الذكية وتحليل البيانات الضخمة، وتحسين عمليات الإنتاج في مختلف الصناعات.
ولفت إلى أن تخصص تحليل البيانات يتطلب مهارات في الإحصاء والبرمجة، وإدارة البيانات الضخمة، يتردد بعض الطلاب في اختياره خوفاً من تعقيده أو اعتقادهم بأنه مقتصر على المتفوقين في الرياضيات، وأرجع تردد الطلاب في اختيار التخصصات الحديثة إلى ضعف التوجيه الأكاديمي، وإهمال جانب الإرشاد المهني الذي يساعد الطلاب على فهم توجهاتهم المستقبلية.
ومع تطور سوق العمل وظهور تخصصات جامعية جديدة تلبي احتياجات المستقبل، يواجه العديد من الطلاب صعوبة في اتخاذ القرار بشأن اختيار تخصصهم الجامعي، وهنا، يؤكد عبدالباري على دور المدرسة وأولياء الأمور في مساعدة الطلاب على اتخاذ قرارات صحيحة في هذا الشأن، خصوصاً أن الكثير من الطلاب يعانون نقص المعلومات حول التخصصات الجديدة، وقد يختار بعضهم تخصصاً بناء على تصورات خاطئة أو نصائح غير متخصصة.
ودعا إلى تكثيف ورش العمل التفاعلية بين المدارس والجامعات والشركات لمساعدة الطلاب على التعرف إلى بيئة العمل الحقيقية، إذ إن العديد منهم يعتمد على آراء الأهل أو الأصدقاء، ما قد يؤدي إلى قرارات لا تتناسب مع قدراتهم أو اهتماماتهم.
اتجاهات حديثة
تعد مسألة الأمان الوظيفي الذي ينشده الطالب من أبرز معوقات الاختيار السليم للتخصص، وهو ما أكده المرشد الأكاديمي زياد المرشدي، وذلك لأن الطالب يتوجه إلى التخصص الذي يوفر له الأمان الوظيفي بغض النظر عن ميوله وقدرته.
وأضاف أن التخصصات الحديثة تلعب دوراً محورياً في تشكيل سوق العمل المستقبلي، حيث توفر فرصاً واسعة وتدفع عجلة الابتكار والتطور، لذا، من الضروري أن يدرك الطلاب أهمية هذه المجالات ويسعوا لاكتساب المهارات المطلوبة لمواكبة التغيرات السريعة في سوق العمل، ونوه إلى أن الاستثمار في التخصصات الحديثة هو مفتاح النجاح في عالم يتغير بسرعة، حيث إن سوق العمل لم يعد يعتمد فقط على المؤهلات التقليدية، بل أصبح يركز على المهارات التقنية والتحليلية، وزادت الحاجة إلى أشخاص قادرين على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وتطبيقها.
ودعا المرشدي إلى ضرورة تضافر جهود المدارس والجامعات، والمجتمع لتوفير معلومات دقيقة حول التخصصات الجديدة، كي يتمكن الطلاب من اتخاذ قرارات واعية تلبي طموحاتهم وتتناسب مع احتياجات سوق العمل المستقبلي، كما يجب أن تكون لدى المعلمين والمستشارين التربويين المعرفة الكافية حول تطورات السوق ليتمكنوا من توجيه الطلاب بشكل صحيح.
واقترح إنشاء منصات إلكترونية تحتوي على معلومات دقيقة حول التخصصات الحديثة، وفرص العمل المستقبلية، والمهارات المطلوبة، وتكثيف الجهود لتطوير برامج إرشادية تساعد الطلاب على فهم هذه التخصصات واتخاذ قرارات واعية تتناسب مع تطلعاتهم ومع السوق المتجدد، محذراً من ضعف التوجيه الأكاديمي بالمدارس، والذي يؤدي إلى ضياع العديد من الفرص.
فرص جديدة
باتت التخصصات الحديثة تخلق فرص عمل جديدة وغير تقليدية، فيما أصبحت بعض الوظائف التقليدية مهددة بالانقراض بسبب الأتمتة والذكاء الاصطناعي، وهو ما أوضحه المهندس عبدالمجيد إمام، المتخصص في الذكاء الاصطناعي، ولفت إلى ضرورة تأهيل الطلاب منذ مراحل مبكرة لمواكبة التطورات الجديدة، خصوصاً مع ظهور وظائف جديدة لم تكن موجودة من قبل، مثل مهندس تعلم الآلة ومحلل الأمن السيبراني وعالم بيانات.
ونصح الطلاب بزيادة الوعي حول سوق العمل والاطلاع على التقارير والدراسات حول مستقبل التخصصات الحديثة التي تساعدهم على اتخاذ قرارات مستنيرة عند اختيار تخصصهم الجامعي، والتغلب على الخوف من اختيار التخصصات الحديثة، مع ضرورة تطوير المهارات الأساسية في البرمجة والرياضيات، أو التحليل المنطقي.
كما دعا إلى أهمية استشارة الخبراء والأكاديميين، والاستفادة من نصائحهم التي تساعد على فهم طبيعة الدراسة والفرص الوظيفية المتاحة، كما يمكن للطلاب تجربة هذه التخصصات من خلال الدورات التدريبية وورش العمل، أو حتى التدريبات الصيفية قبل اتخاذ القرار النهائي.
نقص الثقافة
أوضح التربوي منصور بن عوف، أن عدم وضوح الفرص الوظيفية المتاحة بعد التخرج يدفع الكثير من الطلاب إلى تجنب التخصصات الحديثة، مضيفاً أن بعض هذه التخصصات يتطلب مهارات رياضية وبرمجية، أو علمية متقدمة.
وأشار إلى أن الجامعات تواجه تحدياً في استقطاب الطلاب للبرامج العلمية الحديثة بسبب نقص الثقافة والمعرفة بهذه البرامج بين الطلاب، ما يجعلهم يترددون في الالتحاق بها، مشيراً إلى أن ضعف الوعي والتثقيف لطلبة الثانوية العامة وأسرهم حول سوق العمل وفرص التوظيف، يؤدي إلى حيرة وتردد في اختيار التخصصات الحديثة. واقترح ربط جميع التخصصات العلمية في الجامعات بحاجات سوق العمل للتخلص من التخصصات الراكدة، مشيراً إلى أهمية دراسة الطلاب وذويهم لقوائم التخصصات الأكاديمية في الجامعات قبل الالتحاق بها، مع معرفة مستقبل كل تخصص وأهميته في سوق العمل.
ويفضل أولياء الأمور التخصصات التقليدية مثل الطب والهندسة والقانون، ولا يشجعون أبناءهم على دخول مجالات حديثة قد تبدو غير مستقرة وظيفياً، لذا، من الضروري تعزيز التوعية والإرشاد الأكاديمي لتشجيع الطلاب على الالتحاق بهذه التخصصات الحيوية.
وقالت أمال الزين، إن العديد من الجامعات والشركات توفر برامج تدريبية متخصصة في هذه المجالات، ما يساعد الطلاب على اكتساب خبرة عملية، ويمكن لمن يتخصصون في مجالات حديثة أن يكونوا رواد أعمال ويطوروا مشاريع مبتكرة تسهم في سوق العمل.
سوق العمل
أكدت المرشدة الأكاديمية المتخصصة في المواد العلمية الكيمياء والفيزياء أمال الزين، أن تغير متطلبات سوق العمل يزيد من مخاوف الطلاب حول مستقبلهم الوظيفي، وقد يختار البعض تخصصاً معيناً فقط لأنه مطلوب حالياً، كما أن بعض التخصصات التي كانت مطلوبة في السابق قد لا تكون ذات قيمة كبيرة في المستقبل. وقالت إن العديد من الطلاب يواجهون صعوبة في تحديد ميولاتهم وقدراتهم الفعلية، حيث قد يختارون تخصصاً فقط لأنهم متفوقون أكاديمياً في مواده الأساسية، دون التفكير فيما إذا كان هذا المجال يناسب شخصياتهم وطموحاتهم المستقبلية.
الذكاء الاصطناعي
قال التربوي منصور بن عوف، إن الذكاء الاصطناعي من أكثر المجالات تطوراً وتأثيراً في مختلف القطاعات، ومع ذلك، يخشى العديد من الطلاب دخول هذا المجال نظراً لتعقيده واعتماده على الرياضيات والبرمجة، كما أن عدم وضوح طبيعة الوظائف المستقبلية في هذا المجال يزيد من تردد الطلاب.وأشار إلى أهمية تخصصات الأمن السيبراني، حيث إنه ومع تزايد التهديدات الإلكترونية، أصبحت الشركات والحكومات بحاجة ماسة إلى متخصصين في حماية المعلومات والأنظمة، خاصة مع ارتفاع معدلات الهجمات الإلكترونية عالمياً.
0 تعليق