نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سافر عبر الزمن بنظرك إلى النجوم - بلد نيوز, اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 04:33 مساءً
الشارقة: أحمد صالح
كشف علماء الفلك أن البشر يقومون بشكل منتظم بما يمكن اعتباره شكلاً من أشكال السفر عبر الزمن، وذلك بمجرد النظر إلى النجوم في السماء ليلاً.
ووفقاً لبيان صادر عن جامعة كورنيل في نيويورك الأمريكية، فإن الضوء المنبعث من النجوم البعيدة يستغرق سنوات ضوئية طويلة ليصل إلى الأرض، مما يعني أن ما نراه في السماء اليوم هو في الواقع صورة من الماضي السحيق لتلك الأجرام السماوية.
وأوضح د. مايكل بويل، أستاذ الفلك في جامعة كورنيل، أن «الضوء القادم من أبعد النجوم المرئية بالعين المجردة قد انطلق قبل آلاف السنين، بينما الضوء الذي تلتقطه التلسكوبات الحديثة قد يكون انطلق قبل مليارات السنين».
وتشير البيانات الفلكية إلى أن نجم «ذنب الدجاجة» الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة يبعد نحو 2600 سنة ضوئية، مما يعني أن الضوء الذي نراه اليوم غادر النجم في القرن السادس قبل الميلاد تقريباً. أما نجم «إيتا كاريناي» البعيد 7500 سنة ضوئية، فيظهر لنا كما كان في العصر الحجري الحديث.
ومن أكثر الأمثلة إثارة للدهشة مجرة أندروميدا، التي تبعد 2.5 مليون سنة ضوئية، حيث نراها اليوم كما كانت عندما كان أسلافنا من البشر الأوائل يتطورون على الأرض.
وقد أثار اكتشاف نجم «إيريندل» عام 2022 اهتماماً خاصاً بين علماء الفلك، حيث يبعد هذا النجم نحو 28 مليار سنة ضوئية، ما يجعله نافذة نادرة على الكون المبكر جداً.
ويؤكد الخبراء أن هذه الظاهرة الفلكية توفر للبشرية وسيلة فريدة لدراسة تاريخ الكون؛ حيث تعمل السماء الليلية كآلة زمن طبيعية تتيح لنا رؤية الماضي البعيد من دون الحاجة إلى أي تقنيات متقدمة. وفق«روسيا اليوم».
ويضيف العلماء أن التطور المستمر في تقنيات الرصد الفلكي قد يمكننا في المستقبل من الحصول على صور أكثر دقة للماضي الكوني، مما قد يساعد في كشف العديد من أسرار نشأة الكون وتطوره.
نقاط مختلفة
والسفر عبر الزمن مفهوم يتمثل (في كثير من الأحيان من قبل الإنسان) بين نقاط مختلفة في الوقت المناسب بطريقة مماثلة للتنقل بين نقاط مختلفة في الفضاء، وعادة ما تستخدم آلة افتراضية وتعرف باسم آلة الزمن.
وهو مفهوم معترف به في فلسفة الزمان والمكان، والسفر عبر الزمن يعتبر من الخيال، ولكن السفر إلى نقطة افتراضية في الوقت لديه دعم محدود جداً في علم الفيزياء النظرية، وبالتزامن مع ميكانيكا الكم عادة في السفر عبر الزمن أو جسر أينشتاين روزين. وفي بعض الأحيان يوجد معنى أوسع نطاقاً، على سبيل المثال، السفر إلى المستقبل (وليس إلى الماضي) عن طريق تمدد الزمن، وهو ظاهرة ثبتت جيداً في علم الفيزياء في نظرية (النسبية)، وقد شهدت بشكل روتيني من قبل رواد الفضاء، ولكن فقط لمدة عدة أجزاء من الثانية؛ لأنها يمكن أن تحقق عن طريق الفحص بواسطة ساعة دقيقة في مقابل الساعة التي بقيت على سطح الأرض. إن تمدد الزمن لمدة سنوات في المستقبل يمكن أن يتم من خلال اتخاذ جولة ذهاباً وإياباً بسرعة مماثلة لسرعة الضوء، ولكن هذا غير متوافر عملياً من الناحية التكنولوجية للمركبات حالياً.
والمفهوم شائع في روايات الخيال العلمي، مثل رواية «آلة الزمن» المكتوبة في عام 1895، التي كتبها هربرت جورج ويلز، والتي كان لها دور فعال في إبراز مفهوم السفر عبر الزمن إلى واجهة المخيلة العامة، ومع ذلك، فإن القصة القصيرة السابقة «الساعة التي ذهبت إلى الخلف»، التي كتبها إدوارد بيج ميتشل، تنطوي على ساعة، من خلال وسائل غير محددة، تسمح لثلاثة رجال للسفر إلى الوراء في الوقت المناسب. ثمة أشكال غير علمية أو تقنية للسفر عبر الزمن ظهرت في عدد من قصص الخيال العلمي السابقة، مثل قصة ترنيمة عيد الميلاد لمؤلفها تشارلز ديكنز، وفي الآونة الأخيرة، مع تقدم التكنولوجيا ولد ذلك فهماً علمياً أوسع حول نظرتنا إلى الكون، وجعل من السفر عبر الزمن أكثر قبولاً بين بعض المفكرين، مما حدا إلى مزيد من التفاصيل بواسطة كتاب الخيال العلمي، والفلاسفة، وعلماء الفيزياء.
الانتقال إلى الوراء
السفر عبر الزمن نظرياً ينطوى على الانتقال إلى الوراء في الوقت المناسب للحظة في وقت سابق من نقطة الانطلاق، أو ينتقل إلى مستقبل هذه النقطة من دون حاجة المسافر لتجربة الفترة الفاصلة (على الأقل ليس في المعدل الطبيعي). أي عبر آلة أو جهاز تكنولوجي - سواء خيالي، أم افتراضي أو فعلي - الذي قد يستعمل لتحقيق السفر عبر الزمن وهو المعروف باسم آلة الزمن.
السفر إلى المستقبل
ليس هناك اتفاق واسع النطاق على كيفية تعريف السفر عبر الزمن، كما هو موضح في أقرب الأمثلة الأدبية؛ لأن العديد من الأعمال المبكرة تتضمن عناصر موحية غامضة عن السفر عبر الزمن. إن الحكايات الشعبية القديمة والأساطير تشارك أحياناً ما يشبه قصة السفر إلى الأمام في الوقت المناسب.
و«تمدد» الزمن في هذا السياق ليس مفهوماً فيزيائياً نظرياً خاصة في الأجسام الدقيقة دون الذرية، وإنما هو تمدد حقيقي في الزمن الذي يحيا فيه الإنسان. وتبين المعادلة السابقة أن الزمن يتمدد بالنسبة للمشاهد على الأرض (طبقاً لساعته)، بينما يظل الزمن نفسه بالنسبة للمسافر في الصاروخ (طبقاً لساعته). فلو زادت سرعة إنسان ما (في سفينة فضاء مثلاً) إلى نحو 87% من سرعة الضوء، فإن الزمن يبطؤ لديه إلى الضعف. مع ذلك فالمعادلة لا تنطبق على مفهوم العودة بالزمن للوراء أو الزمن السالب والذي ينتشر بين عدد من قراء النسبية بشكل سطحي. يعتقد البعض أن النسبية تسمح بعودة الزمن للوراء إذا ما تجاوزنا سرعة الضوء في حين أن تطبيق المعادلة السابقة يعني أن سرعات تفوق سرعة الضوء تفضي إلى أزمنة ذات قيم تخيلية وليس قيماً سالبة.
مفارقة التوأم
ما سبق كان حديثاً بسيطاً لتقريب المفهوم، ولكن الحقيقة أن هناك مفارقات عديدة تظهر أثناء نقاش مفهوم الحركة بين المراقبين. نتيجة لذلك تحدث بعض المفارقات المبهمة لدى البعض في تفسير ما يترتب عليه تمدد الزمن. من هذه المفارقات اشتهرت قصة مفارقة التوأم. تبدأ هذه المفارقة بقصة طريفة بأنه لو سافر أحد توأمين على سفينة لمدة عشرة أعوام بسرعة قريبة جداً من سرعة الضوء - مثلاً - فسيجد ابنه المولود حديثاً قد أصبح عمره عشرين عاماً، أو أن أخاه التوأم يكبره بأقل من عشرة أعوام (اعتماداً على مدى قرابة سرعة المسافر من سرعة الضوء). تسببت هذه المسألة في تخبط الكثير من المقبلين على تقبل مفاهيم النسبية، وظن البعض بأن هذه هي المفارقة. السبب في ذلك يعود إلى التفسير الخاطئ لها. في النسبية لا يستطيع أي من المراقبين تمييز المتحرك من الثابت إلّا نسبياً. معنى ذلك أن المراقب على السفينة، على سبيل المثال، كان يبدو لأخيه التوأم متحركاً مع السفينة بسرعة قريبة من سرعة الضوء، بينما العكس تماماً كان يظهر من وجهة نظر المسافر؛ حيث إنه كان ينظر من خلال نافذة السفينة والتي تعتبر موطناً ساكناً بالنسبة له، فيلاحظ أن أخاه التوأم على الأرض هو الذي كان يتحرك مع الأرض مبتعداً بسرعة قريبة من سرعة الضوء. هنا تكمن المفارقة الحقيقية للتوأم؛ حيث إن كلاً منهما يعتقد بأن الآخر هو من سيكبر في السن.
سبب هذه المفارقة نجم من الافتراض غير الواقعي للأحداث. عند نقاش السفر أهملت الأحداث الناجمة عن تسارع وتباطؤ الأجسام، أي أننا افترضنا جدلاً حركة المراقبين النسبية بسرعة (منتظمة) قريبة من سرعة الضوء دون الخوض في تفاصيل الزمن اللازم لتسارع المركبة من السكون وما يترتب عليه من حسابات جديدة. في النسبية الخاصة والتي تتعامل مع الأطر المرجعية العطالية تجعل التوأم الذي على الأرض قادراً على تطبيق معادلات النسبية الخاصة وتمدد الزمن وليس كليهما. هنا يصبح التوأم على الأرض هو من سيكبر في السن فعلياً أكثر من الآخر.
يعدّ السفر بسرعة تقترب من سرعة الضوء أمراً ممكناً فيزيائياً وتكنولوجياً. وقد استطاع العلماء تسريع جسيمات أولية مثل الإلكترون والبروتون إلى سرعات تقترب من سرعة الضوء، ولاحظوا زيادة في كتلتها، وأن تلك الزيادة تتفق تماماً مع معادلات أينشتاين.
ويرى العالم كارل ساغان أن هذا من الممكن الوصول إليه خلال عدة مئات من السنين. وبناء على ذلك شكلت مجموعة من العلماء يرأسها الأمريكي كيب ثورن، والروسي إيجور نوفيكوف ما أسموه بـ (كونسورتيوم) روسي - أمريكي؛ لتحقيق تقنية تسمح بابتكار آلة للسفر عبر الزمن.
0 تعليق