واصل الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، حرب الإبادة على قطاع غزة وحصد مزيد من أرواح المدنيين من الأطفال والنساء والنازحين، بالتزامن مع حصار مشدد ومنع لدخول المواد الغذائية والمساعدات الطبية، منذ مطلع آذار/مارس الماضي، وبينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن انتقادات سياسية وأمنية حادة للعملية العسكرية بغزة، اعتبرت حركة «حماس» أن إسرائيل لا تنفذ ضغطاً عسكرياً وإنما انتقاماً وحشياً من المدنيين الأبرياء، في حين أكدت منظمة حقوقية أن إسرائيل اعتقلت أكثر من 10 آلاف مواطن بغزة.
وفي اليوم ال23 لاستئناف حرب الإبادة في غزة، واصل الجيش الإسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي على مناطق عدة في القطاع، وشن على مدار الساعة غارات على مناطق متفرقة من القطاع شبه المدمر بشكل كامل وارتكب الجيش الإسرائيلي عدة مجازر في مناطق عدة بالقطاع والتي استهدفت بالأساس النازحين، حيث أسفرت عن مقتل 60 فلسطينياً خلال الساعات الماضية، وفقاً لما ذكرت مصادر طبية بالقطاع وأعلنت وزارة الصحة في غزة أمس الثلاثاء ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع إلى 50810 قتلى و115688 مصاباً، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023. وأشارت الوزارة إلى أن «️حصيلة الضحايا منذ 18 مارس الماضي بلغت 1449 قتيلاً و3.647 مصاباً». ومنذ فجر أمس الثلاثاء، قتل 19 فلسطينياً وأصيب عشرات آخرون في غارات إسرائيلية ليل الاثنين الثلاثاء على غزة، وفق ما أعلن الدفاع المدني في القطاع. وأعلنت مؤسسة صحفية في غزة وفاة أحد مراسليها متأثراً بجروح أصيب بها في غارة جوية إسرائيلية يوم الاثنين وقالت وكالة «فلسطين اليوم» المحلية في بيان «توفي فجر أمس الصحافي أحمد منصور مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية متأثراً بإصابته جراء قصف إسرائيل خيمة الصحفيين قرب مستشفى ناصر بخان يونس» فجر الاثنين وذكرت أن منصور متزوج ولديه ثلاثة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر ستة أعوام.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس الثلاثاء ارتفاع عدد الضحايا من الصحفيين إلى 212 قتيلاً منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ونظم الصحفيون في مدينة غزة وقفة احتجاجية تنديداً بتواصل السياسات الإسرائيلية في استهداف الصحفيين والإعلاميين، مطالبين بموقف واضح وصريح من قبل المجتمع الدولي.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن هناك انتقادات حادة داخل المنظومة الأمنية بشأن إدارة العملية العسكرية في غزة، التي بدأت قبل 3 أسابيع ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي أن «النتائج على الأرض لا تعكس مستوى الضغط الذي كنا نريد أن تشعر به حماس». وأضافت: إن الضغط على حماس ليس بالمقدار الذي توقعناه، لذلك حماس لا تبدي مرونة في المفاوضات. وقالت: «كلما مرّ الوقت، نفقد القدرة على ممارسة الضغط المطلوب».
ومن جانبها، قالت حركة «حماس» في بيان: «ما يجري في غزة ليس ضغطاً عسكرياً فحسب، بل انتقام وحشي من المدنيين الأبرياء وعلى دول العالم تحمل مسؤوليتها في وقفه فوراً». وشددت «حماس» على أن «التصعيد العسكري لن يُعيد الأسرى أحياء وإنما يهدد حياتهم ويقتلهم ولا سبيل لاستعادتهم إلا عبر التفاوض».
في غضون ذلك، قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى: إن إسرائيل اعتقلت ما يزيد عن 10 آلاف مواطن من قطاع غزة خلال الحرب. وأضاف: إن إسرائيل أفرجت عن عدد كبير منهم بعد التحقيق والاعتقال لفترات مختلفة.
وقال: إن 1100 أسير من غزة أفرج عنهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة.
وأضاف: إن 40 أسيراً من القطاع قتلوا نتيجة التعذيب والإهمال الطبي والتجويع والتنكيل.
(وكالات)