فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات جديدة على البرنامج النووي الإيراني، قبل أيام من محادثات مرتقبة بين الطرفين من المقرر عقدها في سلطنة عُمان، في وقت أكدت فيه طهران انفتاحها على الاستثمارات الأمريكية، وشددت في المقابل على رفضها القاطع للتدخل في شؤونها الداخلية بما فيها بمحاولات تغيير النظام، فيما دعت موسكو إلى اعتماد الحوار وسيلة لتفادي التصعيد.
وأعلنت واشنطن، أمس الأربعاء، فرض حزمة جديدة من العقوبات شملت خمسة كيانات وفرداً واحداً، من بينهم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، على خلفية أنشطة طهران النووية.
ورغم أن الخطوة اعتُبرت رمزية إلى حد كبير نظراً للعقوبات الواسعة المفروضة أصلا على إيران، إلا أن وزارة الخزانة الأمريكية أكدت أنها تهدف إلى تعطيل أي مسعى إيراني لتطوير أسلحة نووية وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت: «إن سعي طهران المتهوّر لحيازة أسلحة نووية ما زال يشكل تهديداً خطيراً للولايات المتحدة، وللاستقرار الإقليمي، والأمن العالمي»، مؤكداً التزام بلاده بإحباط أي تقدم في هذا المجال.
من جهته، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي: إن إيران منفتحة على الاستثمارات الأمريكية، مشيراً إلى أن المرشد الأعلى علي خامنئي «لا يمانع وجود مستثمرين أمريكيين في البلاد» لكنه في المقابل شدد على أن طهران ترفض بشدة ما وصفه بسياسات واشنطن المضللة، بما في ذلك «المؤامرات ومحاولات تغيير النظام».
وأكدت طهران استعدادها للمفاوضات، مشيرة إلى أن التوصل إلى اتفاق ممكن في حال أبدت الولايات المتحدة «إرادة حقيقية» وأوضح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الأولوية بالنسبة لبلاده هي رفع العقوبات الاقتصادية وأن ما يهم في المفاوضات المقبلة ليس شكلها بل مدى جديتها، ونوايا الأطراف المشاركة.
وقال: «إن الكرة في ملعب أمريكا.. فإذا جاء الجانب الآخر إلى عُمان بإرادة حقيقية، فإننا بالتأكيد سنحقق نتائج» وفي مقال رأي نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، أشار الوزير إلى أن «المضي قدماً يتطلب الاتفاق على أنه لا يمكن أن يكون هناك خيار عسكري، ناهيك عن حل عسكري».
في المقابل، أعربت روسيا عن قلقها من التهديدات المستمرة لطهران، معتبرة أن القصف لا يمكن أن يقود إلى السلام وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن بلاده تتابع «الخطاب شديد الحدة» من واشنطن، مشيراً إلى أن إيران تتخذ إجراءات وقائية.
من جهتها، شددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على ضرورة إيجاد حلول فعالة عبر التفاوض، معتبرة أن طهران لا يمكن تحميلها مسؤولية عواقب الأفعال غير القانونية التي ارتكبها من قوضوا الاتفاقات السابقة. ودعا الكرملين إلى التركيز على الاتصالات الدبلوماسية، محذراً من أن الإجراءات غير المدروسة قد تؤدي إلى تصعيد إضافي في المنطقة.
من جانبها، دعت الصين الولايات المتحدة إلى إبداء «صدق سياسي» في المحادثات المقبلة، محملة واشنطن مسؤولية تعقيد الملف النووي بسبب انسحابها الأحادي من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 . (وكالات)

أقرأ أيضاً