الشارقة: سارة المزروعي

مع أول نسمات الصيف في الإمارات، يطل علينا «الفرصاد»، المعروف بالتوت بصفته ضيفاً موسمياً محبوباً، يحمل معه عبق الماضي ونكهة الطبيعة. لا تكتمل ملامح الصيف في الإمارات إلا بظهور هذه الثمرة الفريدة، التي تعد من أوائل بشائره، والتي تزين المنازل والأسواق بطيف من الألوان والنكهات، وتعيد إلى الأذهان صوراً من الطفولة وذكريات الأجداد.
ويتميّز التوت الإماراتي بتنوعه اللافت، حيث يختلف في الشكل والطول واللون، وحتى في المذاق، فهناك التوت الأحمر القاني، والعنابي العميق، والوردي الفاتح، وصولاً إلى النوع الطويل المائل إلى الأخضر أو البنفسجي، كذلك تتفاوت نكهاته بين الحلو الشهي والحامض المنعش، ما يجعله مناسباً لمختلف الأذواق والاستخدامات.
ومع ازدياد الإقبال على المنتجات المحلية، تسارعت المتاجر والمقاهي إلى ابتكار منتجات غذائية تعتمد على التوت الإماراتي، مثل الآيس كريم بنكهة الفرصاد، والعصائر الطازجة، وحتى المربى، هذا الدمج بين الأصالة والحداثة أسهم في إحياء مكانة التوت بصفته مكوناً محلي طبيعياً من إرث المزارع.
ولا تقتصر أهمية التوت على طعمه فقط؛ بل يمتلك فوائد صحية عديدة؛ إذ يعد غنياً بمضادات الأكسدة والفيتامينات، ويساعد على تقوية المناعة وتحسين الهضم، وهذا ما دفع كثيرين إلى إدراجه ضمن نمط حياتهم الغذائي اليومي، سواء أكان طازجاً أم ضمن وصفات متنوعة.