سلّطت مساعي إسرائيل للحصول على حصة من توريد المعدات العسكرية والتعاون الأمني مع السنغال، الضوء على الدور الإسرائيلي في اختراق قارة أفريقيا في السنوات الماضية.
حيث تعمل إسرائيل على تعزيز علاقاتها الأمنية مع السنغال من خلال تقديم تقنيات متقدمة في مجالات المراقبة، الاستخبارات، والأمن السيبراني.
هذه المنافسة فتحت ملف التغول الإسرائيلي في القارة السمراء، خصوصاً في مجالات توريد السلاح والتعاون الأمني، وهو ما يحاول هذا التقرير تسليط الضوء عليه بالتفصيل.
التطبيع الإسرائيلي الأفريقي
في إطار سياسة الانفتاح وتوسيع النفوذ السياسي والاقتصادي، تعمل إسرائيل على تعزيز حضورها في القارة الإفريقية من خلال بناء علاقات دبلوماسية وتعاون متعدد الجوانب مع عدد متزايد من دول القارة.
وتشير المعطيات الرسمية وفق موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، إلى أن إسرائيل تحتفظ بعلاقات دبلوماسية رسمية مع أكثر من 40 دولة أفريقية، ما يعكس اختراقاً دبلوماسياً واسعاً في مختلف مناطق القارة.
الدول الأفريقية التي تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل:
أوغندا، أنغولا، إسواتيني، إريتريا، إثيوبيا، بوروندي، بوتسوانا، بوركينا فاسو، بنين، الغابون، غانا، غينيا، غينيا بيساو، غينيا الاستوائية، غامبيا، جنوب أفريقيا، جنوب السودان، جمهورية الكونغو الديمقراطية، زيمبابوي، زامبيا، ساحل العاج، ليبيريا، ليسوتو، موريشيوس، مدغشقر، موزمبيق، ملاوي، مصر، المغرب، نيجيريا، ناميبيا، ساو تومي وبرينسيب، سيراليون، السنغال، تشاد، الكونغو، الكاميرون، كينيا، رواندا، وجمهورية أفريقيا الوسطى، السودان.
أما الدول الأفريقية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، فتشمل:
الجزائر، جيبوتي، ليبيا، موريتانيا، مالي، النيجر، الصومال، تونس، وجزر القمر.
الحضور الإسرائيلي في سوق الأسلحة الأفريقية:
سعت إسرائيل إلى تطوير نشاطها العسكري في أفريقيا، فطوّرت من حجم مبيعاتها من السلاح مع الدول الأفريقية. فمنذ عام 2022، بلغت صادرات الأسلحة الإسرائيلية حول العالم 12.5 مليار دولار، ثم ارتفعت إلى 13 مليار دولار في 2023، محققة رقماً قياسياً للعام الثالث على التوالي، وكانت لأفريقيا حصة من هذه الصادرات.
ورغم أن أفريقيا لم تكن من الأسواق الرئيسية، فقد استحوذت على نحو 3% من إجمالي الصادرات في 2022، مع مؤشرات على تنامي الشراكات الأمنية، خاصة مع دول مثل المغرب.
مبيعات إسرائيل من الأسلحة إلى أفريقيا حسب السنوات (تقريبية وبالملايين دولار أمريكي):
2009: بلغت قيمة مبيعات السلاح الإسرائيلي إلى أفريقيا حوالي 71 مليون دولار.
2011: ارتفعت المبيعات إلى 127 مليون دولار.
2012: انخفضت المبيعات قليلاً إلى 107 ملايين دولار.
2013: حدثت قفزة كبيرة في المبيعات إلى أفريقيا، حيث وصلت إلى 223 مليون دولار (زيادة بأكثر من 100% عن العام السابق).
2014: واصلت المبيعات ارتفاعها لتصل إلى 318 مليون دولار (زيادة بنسبة 40% عن 2013).
2016: انخفضت المبيعات نسبياً إلى حوالي 275 مليون دولار.
2017: بلغت صادرات الأسلحة الإسرائيلية عالمياً حوالي 9.2 مليار دولار. لم تُذكر نسبة محددة لأفريقيا، ولكن يُعتقد أنها كانت أقل من 4% من الإجمالي.
2018: مثّلت أفريقيا 2% من إجمالي صادرات الأسلحة الإسرائيلية.
2019: ارتفعت حصة أفريقيا إلى 4% من إجمالي الصادرات.
2020: استمرت حصة أفريقيا عند 4% من إجمالي الصادرات.
2021: انخفضت حصة أفريقيا إلى 3% من إجمالي الصادرات.
2022: بقيت حصة أفريقيا عند 3% من إجمالي الصادرات.
2023: سجلت صادرات الأسلحة الإسرائيلية رقماً قياسياً بلغ 13 مليار دولار، وكانت حصة أفريقيا منها 1%، أي حوالي 130 مليون دولار.
تفاصيل تعاون إسرائيل العسكري مع دول أفريقيا
نيجيريا: الحليف الأقوى في غرب أفريقيا
تُعد نيجيريا الشريك الأكبر لإسرائيل في القارة الأفريقية، لا سيما في مجال الأمن والدفاع. في عام 2006، أبرمت صفقة بقيمة 260 مليون دولار شملت نظام مراقبة ساحلية متكاملاً، وطائرات بدون طيار (UAVs) من نوع Aerostar، ومركبات سطحية غير مأهولة (USVs) من نوع Seastar، إضافة إلى عشرة رادارات ساحلية ومراكز قيادة وتحكم.
في عام 2008، تبعت هذه الصفقة اتفاقية أخرى بقيمة 25 مليون دولار لتوريد زوارق دورية من طراز Shaldag، إضافة إلى برامج تدريب متبادل.
كما تعاونت إسرائيل مع نيجيريا في مكافحة الإرهاب، خاصة ضد جماعة بوكو حرام، وقدمت لها تقنيات استخباراتية وأمنية متقدمة. وتشمل العلاقات أيضاً مجالات الزراعة والطاقة، مع اعتماد نيجيريا على التكنولوجيا الإسرائيلية للري والطاقة الشمسية.
وفي عام 2014، حاولت إسرائيل بيع مروحيات هجومية من طراز "كوبرا" لنيجيريا، لكن الولايات المتحدة اعترضت على الصفقة بسبب مخاوف تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في العمليات ضد جماعة بوكو حرام.
بعدها، في السنوات التالية، قدمت إسرائيل دعماً استخباراتياً وتقنياً لنيجيريا في حربها ضد جماعة بوكو حرام، بما في ذلك تقديم المساعدة في البحث عن الفتيات المختطفات من قبل الجماعة عام 2014.
كما تولّت إسرائيل تدريب القوات الأمنية في عدد من الدول الأفريقية، بما في ذلك نيجيريا، على مواجهة الجماعات المسلحة، حيث قامت بتقديم الدعم للقوات الخاصة بالبحرية النيجيرية في سبل مكافحة الإرهاب.
وشهدت العلاقات قيام نيجيريا بدفع 40 مليون دولار لشركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية للحصول على نظام اتصالات ومراقبة للإنترنت، مما أثار جدلاً واسعاً حول الخصوصية وحقوق الإنسان.
وانتهاءً في أبريل/نيسان 2023، بدأت شركة الطيران النيجيرية "AIR PEACE" تشغيل رحلات مباشرة إلى إسرائيل، مما يعكس تطور العلاقات بين البلدين.
المغرب: التحالف الأمني الأسرع تطوراً
منذ توقيع اتفاقية "أبراهام"، شهد التعاون الأمني بين المغرب وإسرائيل قفزة نوعية. بلغت مشتريات المغرب من الأسلحة الإسرائيلية في 2023 نحو 115 مليون دولار، وتعاقد على منظومة الدفاع الجوي "باراك إم إكس" بقيمة 500 مليون دولار.
المغرب أيضاً بصدد توقيع صفقة لشراء قمرين صناعيين من طراز Ofek 13 بقيمة تقارب مليار دولار، ما يجعلها أكبر صفقة بين إسرائيل ودولة أفريقية. بالإضافة إلى ذلك، أبرمت شركة BlueBird Aero Systems اتفاقاً لإنشاء مصنع للطائرات بدون طيار في المغرب بعد بيعه 150 طائرة عام 2022.
وقد سبق ذلك توقيع مذكرة تفاهم في عام 2021 بين إسرائيل والمغرب، فخلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك بيني غانتس إلى الرباط، تم توقيع مذكرة تفاهم دفاعية مع الوزير المغربي المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي. تهدف هذه المذكرة إلى تنظيم التعاون في مجالات الاستخبارات، المشتريات الأمنية، التدريب المشترك، والصناعة الدفاعية.
كذلك تم توقيع مذكرة تعاون عسكري في 2022، وذلك في أول زيارة عسكرية رسمية إسرائيلية إلى المغرب، وقع الجانبان مذكرة تعاون عسكري تضمنت إنشاء لجان عسكرية مشتركة، إجراء تدريبات متبادلة، والمشاركة في التمارين الدولية.
كما شاركت إسرائيل في مناورات "الأسد الأفريقي 2022" التي نظمتها المغرب والولايات المتحدة في يونيو 2022، مما يعكس تعميق التعاون العسكري بين البلدين.
أنغولا: صفقة ضخمة وغامضة
في عام 2006، أعلنت إسرائيل عن صفقة مع أنغولا بقيمة مليار دولار، تضمنت مدفعية وهاونات وذخائر من شركة "سولتام"، ومعدات غير مفصلة من شركتي "IAI" و"Tadiran". رغم الحجم الكبير، لا توجد تقارير تؤكد تنفيذ الصفقة بالكامل.
وفقاً لتقرير من عام 2017، قدمت الاستخبارات الإسرائيلية دعماً للجيش الأنغولي في تعقب قوات UNITA، بما في ذلك استخدام طائرات بدون طيار لتحديد مواقع زعيم UNITA، جوناس سافيمبي، الذي قُتل في فبراير 2002، مما ساهم في إنهاء الحرب الأهلية.
في عام 2023، أعرب السفير الإسرائيلي في أنغولا، شمعون سولومون، عن رغبة بلاده في اعتبار أنغولا شريكاً في مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أهمية التعاون في هذا المجال.
كذلك، وفي عام 2023، عيّنت إسرائيل ملحقاً عسكرياً في أفريقيا لتعزيز العلاقات العسكرية مع دول مثل أنغولا، حيث يشمل التعاون تدريب القوات على مهارات مثل الكراف ماغا، الرماية، وإنقاذ الرهائن.
بالإضافة إلى التعاون الأمني، تسعى إسرائيل إلى تعزيز التعاون مع أنغولا في مجالات الزراعة، إدارة المياه، التكنولوجيا، والطاقة. ففي عام 2025، أعرب رجال أعمال إسرائيليون عن اهتمامهم بالاستثمار في أنغولا، خاصة في مجالات الزراعة، التكنولوجيا، الأمن، والطاقة.
جنوب السودان: دعم رغم الحظر
تشمل العلاقات بين جنوب السودان وإسرائيل جوانب متعددة، منها التعاون الأمني والعسكري، بالإضافة إلى مجالات التنمية والاقتصاد.
بدأت العلاقات بين إسرائيل والحركات الانفصالية في جنوب السودان منذ ستينيات القرن الماضي، حيث قدمت إسرائيل دعماً عسكرياً ولوجستياً لحركة "أنيانيا" خلال الحرب الأهلية الأولى في السودان.
في يوليو 2012، وقّعت جنوب السودان وإسرائيل اتفاقية تعاون اقتصادي تركز على تطوير البنية التحتية للمياه والتكنولوجيا، مما يعكس استمرار التعاون في مجالات حيوية.
وفي عام 2015، كشفت تقارير عن استمرار إسرائيل في تزويد جنوب السودان بالأسلحة والتدريب، رغم الحظر الأوروبي. وقد أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى تورط شركات إسرائيلية في دعم الصراع القائم، مما أثار انتقادات دولية.
وبلغت قيمة الصادرات الإسرائيلية إلى جنوب السودان 280 ألف دولار أمريكي في عام 2022، شملت أجهزة طبية وتقنية بقيمة 259 ألف دولار، ومعدات إلكترونية بقيمة 13 ألف دولار، وآلات ومفاعلات بقيمة 8 آلاف دولار.
وفي يوليو 2023، وقّعت جنوب السودان وإسرائيل مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في عشرة مجالات رئيسية، تشمل التنمية، التعليم، الثقافة، الزراعة، المياه، الرياضة، الصحة، حماية البيئة، وإعادة تدوير النفايات الصناعية والزراعية.
أوغندا: محطة لتهريب الأسلحة
منذ عام 2000 وحتى الآن، شهدت العلاقات الأمنية والعسكرية بين أوغندا وإسرائيل تطورًا ملحوظًا، شمل مجالات متعددة مثل التدريب العسكري، التعاون الاستخباراتي، وتحديث القدرات الدفاعية.
حيث تتمتع أوغندا وإسرائيل بعلاقات قوية تتضمن تعاونًا في تعزيز أمن الحدود، وقد تم الاتفاق على قيام إسرائيل بتركيب أنظمة مراقبة متقدمة عند نقاط الحدود الأوغندية.
كما كشفت تقارير عن استخدام الشرطة الأوغندية لتقنيات اختراق الهواتف المحمولة من شركة "سيلبرايت" الإسرائيلية، مما أثار مخاوف بشأن حقوق الإنسان والخصوصية.
في حين شهدت السنوات الأخيرة تدريبات عسكرية مشتركة بين القوات الأوغندية والإسرائيلية، خاصة في مجال القوات المحمولة جوًا (المظليين). أُجريت تدريبات في منطقة "نيبي" غرب النيل، بهدف تعزيز قدرات الجنود على استخدام المظلات الحديثة وتحسين الجاهزية العملياتية.
كما تستخدم أوغندا عددًا من الأنظمة العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك مدافع الهاون الثقيلة "كاردوم" و"ATMOS 2000″. كما تعتمد القوات المسلحة الأوغندية على نظام "SPEAR" عيار 120 ملم من إنتاج شركة "إلبيت سيستمز"، والذي يُركب على مركبات "Plasan SandCat" التكتيكية.
كما كشف تحقيق إسرائيلي عام 2016 أن أوغندا أصبحت مركزًا رئيسيًا لتجارة الأسلحة الإسرائيلية، حيث تمر عبرها شحنات إلى ميليشيات في الكونغو، جنوب السودان، ورواندا. جرى ذلك بدعم من السلطات الأوغندية، وبإشراف من وزارة الدفاع الإسرائيلية.
بالإضافة إلى ذلك، فقد تعاونت أوغندا مع إسرائيل في مجالات جمع المعلومات الاستخباراتية والأمن السيبراني، بهدف مواجهة التهديدات المتزايدة مثل الإرهاب والجرائم الإلكترونية. شمل هذا التعاون تبادل الخبرات والتقنيات لتعزيز قدرات أوغندا في هذه المجالات الحيوية.
أما في 19 سبتمبر/ أيلول 2022، وقعت أوغندا وإسرائيل مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين. شملت المذكرة مجالات التدريب العسكري، جمع المعلومات الاستخباراتية، إدارة المجال الجوي، وحماية الحدود.
أشادت أوغندا بالدور الإسرائيلي في تطوير قدراتها الدفاعية الجوية، خاصة في سلاح الجو والدفاع الجوي. كما تم التأكيد على التزام الطرفين بتعزيز التعاون في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة مثل الإرهاب والجرائم الإلكترونية.
كينيا: تعاون استراتيجي
تعد كينيا من أهم الشركاء الأمنيين لإسرائيل في شرق إفريقيا، حيث تم تزويدها بتقنيات استخباراتية لمواجهة حركة الشباب، إضافة إلى تدريبات عسكرية وتعاون في الطاقة والزراعة.
شهدت العلاقات الأمنية والعسكرية بين إسرائيل وكينيا منذ عام 2000 تطورًا ملحوظًا، حيث تعزز التعاون بين البلدين في مجالات مكافحة الإرهاب، التدريب الأمني، وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
أبرز محطات التعاون الأمني والعسكري
في هجمات مومباسا عام 2002، التي استهدفت فندقًا إسرائيليًا وطائرة تابعة لشركة أركيا، أرسلت إسرائيل طائرات لإجلاء مواطنيها وقدمت مساعدات طبية.
في عام 2010، بدأت كينيا في شراء أسلحة إسرائيلية، بما في ذلك أنظمة مكافحة التمرد والعربات المدفعية غير المأهولة لمراقبة الحدود.
في عام 2011، وقّعت إسرائيل وكينيا اتفاقية أمنية في القدس لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، الجريمة، وتهريب المخدرات.
في هجوم مركز تسوق ويستغيت في نيروبي عام 2013، شارك مستشارون أمنيون إسرائيليون في تقديم المشورة للسلطات الكينية، وذلك في إطار معاهدة أمنية سرية بين البلدين.
في عام 2022، ناقش مسؤولون من البلدين تعزيز التعاون في مجالات إدارة الكوارث، الصناعات الدفاعية، مكافحة الإرهاب، التدريب، الأمن السيبراني، والبحث والتطوير الدفاعي.
تلقى حوالي 2,000 عنصر من وحدة "Recce Squad" التابعة لوحدة الخدمة العامة الكينية تدريبًا من خبراء إسرائيليين، مما ساهم في تعزيز قدراتهم في مكافحة الإرهاب.
في عام 2007، أرسلت إسرائيل طائرة عسكرية وفريق إنقاذ للمساعدة في جهود الإغاثة بعد انهيار مبنى سكني في نيروبي.
إثيوبيا: تاريخ طويل من العلاقات
بدأ التعاون بين إسرائيل وإثيوبيا منذ خمسينيات القرن الماضي، ويشمل الصحة والطاقة. قامت إسرائيل بتدريب الكوادر الصحية الإثيوبية، وساعدت في مشاريع الطاقة الشمسية والمياه، وتم تعزيز العلاقات خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي في 2016.
شهدت العلاقات الأمنية والعسكرية بين إسرائيل وإثيوبيا منذ عام 2000 تطورًا ملحوظًا، حيث تعزز التعاون في مجالات متعددة شملت الاستخبارات، مكافحة الإرهاب، التكنولوجيا الدفاعية، وصيانة الطائرات.
التسليح والتدريب: تُعد إسرائيل من أبرز مزودي إثيوبيا بالمساعدات العسكرية، حيث زودتها بأسلحة ومنظومات قتالية مثل البنادق الهجومية "تافور" و"عوزي"، بالإضافة إلى توقيع اتفاق في عام 2017 لتصنيع العربات المدرعة الإسرائيلية "ثاندر" محليًا في إثيوبيا.
منظومات الدفاع الجوي: اشترت القوات الجوية الإثيوبية منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "سبايدر-MR" لحماية سد النهضة من أي هجمات جوية محتملة.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وقعت إثيوبيا وإسرائيل اتفاقًا للتعاون في مجال الاستخبارات والأمن، يشمل مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات.
في أغسطس/آب 2021، وقعت شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI) اتفاقية مع الخطوط الجوية الإثيوبية لإنشاء مركز لتحويل طائرات الركاب من طراز بوينج 767-300 إلى طائرات شحن في أديس أبابا.
يُعد هذا المركز الأكبر والأكثر تقدمًا في إفريقيا، ويهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على طائرات الشحن.
في مارس/آذار 2023، وقعت مراكز أبحاث إسرائيلية وإثيوبية مذكرة تفاهم للتعاون في قضايا الأمن القومي، بما في ذلك الأمن الغذائي والمائي.
الطاقة والمياه: في فبراير 2025، وقعت إسرائيل وإثيوبيا اتفاقية لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والمياه والابتكار، تضمنت دمج شركات إسرائيلية في مشاريع تطوير البنية التحتية للمياه في إثيوبيا.
غينيا: استئناف العلاقات في 2016
استأنفت غينيا علاقاتها مع إسرائيل في عام 2016، وركز التعاون في مجالات التنمية المستدامة، حيث وفرت إسرائيل تقنيات للري وبرامج تدريبية للطلاب.
شهدت العلاقات الأمنية والعسكرية بين إسرائيل وغينيا تطورًا ملحوظًا منذ بداية القرن الحادي والعشرين وحتى عام 2025، خاصة بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2016، بعد انقطاع دام 49 عامًا.
في 20 يوليو/ تموز 2016، وقعت إسرائيل وغينيا اتفاقًا في باريس لاستئناف العلاقات الدبلوماسية التي كانت قد قُطعت منذ عام 1967. جاء ذلك في إطار جهود إسرائيل لتعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية، حيث التقى المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، مع مسؤولين غينيين رفيعي المستوى، بمن فيهم الرئيس ألفا كوندي.
التدريب العسكري: في مايو/ أيار 2023، أفادت تقارير بأن شركة "سبارتا سيكيوريتي سوليوشنز" الإسرائيلية تقوم بتدريب وحدات خاصة من الجيش الغيني في قواعد عسكرية داخل البلاد، بحضور مدربين إسرائيليين يرتدون زيًا يحمل شعار الشركة والعلم الإسرائيلي.
الأمن السيبراني: في يونيو/ حزيران 2023، كشفت تقارير عن تعاون بين شركة "كايميرا تكنولوجيز" الإسرائيلية والإدارة الرئاسية في غينيا، حيث تقدم الشركة حلولًا للاتصالات الآمنة والتشفير، بما في ذلك نظام تشغيل خاص لحماية الهواتف المحمولة من الاختراق والتجسس.
تشاد: تعاون أمني وزراعي
بعد استئناف العلاقات في 2019، بدأت إسرائيل في تدريب القوات التشادية في مكافحة الإرهاب، إلى جانب تنفيذ مشاريع للزراعة والطاقة الشمسية.
وقد شهدت العلاقات الأمنية والعسكرية بين إسرائيل وتشاد تطورًا ملحوظًا منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2019، بعد انقطاع دام منذ عام 1972.
في يناير/ كانون الثاني 2019، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس التشادي إدريس ديبي عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال زيارة نتنياهو إلى نجامينا، عاصمة تشاد. وكانت تشاد قد قطعت علاقاتها مع إسرائيل في عام 1972 تحت ضغط من الدول العربية.
تعد تشاد شريكًا مهمًا في مكافحة الجماعات المسلحة في منطقة الساحل، بما في ذلك بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية. وقد أبدت إسرائيل استعدادها لدعم تشاد في هذا المجال، حيث ناقش الجانبان سبل التعاون في مكافحة الإرهاب خلال زيارات متبادلة بين المسؤولين.
كذلك، وفي فبراير/ شباط 2023، التقى الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي برئيس جهاز الموساد الإسرائيلي دافيد برنيا، مما يشير إلى تعاون استخباراتي بين البلدين.
كذلك، وفي فبراير/ شباط 2023، افتتحت تشاد سفارتها في إسرائيل، مما يمثل خطوة مهمة في تعزيز العلاقات بين البلدين.
رواندا: شريك قوي ومتعدد الأوجه
رواندا وإسرائيل ترتبطان بعلاقات أمنية واقتصادية قوية، تشمل مجالات مكافحة الإرهاب والطاقة. وقد افتتحت إسرائيل سفارة لها في كيغالي عام 2019.
شهدت العلاقات الأمنية والعسكرية بين إسرائيل ورواندا تطورًا ملحوظًا بين عامي 2000 و2025، حيث تعزز التعاون الثنائي في مجالات متعددة شملت التدريب، تبادل الخبرات، وتطوير القدرات الأمنية والتكنولوجية.
أشار وزير الخارجية الرواندي، الدكتور ريتشارد سيزيبيرا، خلال افتتاح السفارة الإسرائيلية في كيغالي عام 2019، إلى أن ضباطًا من قوات الدفاع والشرطة الوطنية الرواندية تلقوا تدريبات في إسرائيل، مما يعكس التعاون الوثيق في مجالات الأمن والدفاع.
افتتحت إسرائيل سفارتها في كيغالي عام 2019، مما عزز من العلاقات الثنائية وفتح المجال لتعاون أوسع في مختلف المجالات، بما في ذلك الأمن والدفاع.
في يناير/ كانون الثاني 2020، نظمت وزارات الدفاع في إسرائيل ورواندا ندوة مشتركة في كيغالي حول حماية الحدود. شارك في الندوة مسؤولون من قوات الدفاع الرواندية والشرطة الوطنية، حيث ناقشوا استراتيجيات الأمن البري والجوي والبحري، بالإضافة إلى أمن المطارات. أكد الجانبان على أهمية التعاون في مكافحة الإرهاب وتعزيز أمن الحدود.
في عام 2020، استثمرت الحكومة الرواندية بشكل مباشر في شركة إسرائيلية لتصنيع الطائرات بدون طيار، مما يعكس اهتمام رواندا بتعزيز قدراتها التكنولوجية في المجال الأمني.
كشفت تقارير صحفية أن رواندا استخدمت برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس" لمراقبة معارضين سياسيين وشخصيات مقربة من الحكومة، مما يشير إلى تعاون استخباراتي بين البلدين.
في يناير/ كانون الثاني 2025، ناقش وزير الخارجية الرواندي مع نظيره الإسرائيلي قضايا الأمن الإقليمي، خاصة في منطقة البحيرات الكبرى، مؤكدين على أهمية التعاون لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
السودان: تطبيع متأخر وتعاون ناشئ
شهدت العلاقات الأمنية والعسكرية بين إسرائيل والسودان تطورات متباينة بين عامي 2000 و2025، متأثرة بالتحولات السياسية في السودان والتغيرات الإقليمية والدولية. فيما يلي أبرز المحطات في هذا المسار:
منذ ستينيات القرن الماضي، قدمت إسرائيل دعمًا عسكريًا لحركات التمرد في جنوب السودان، مثل حركة "الأنيانيا" ولاحقًا "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق. تضمن هذا الدعم تزويد المتمردين بالعتاد والتدريب العسكري، واستمر حتى استقلال جنوب السودان في عام 2011.
بين عامي 2009 و2012، شنت إسرائيل عدة غارات جوية على منشآت لتخزين الذخائر في السودان، بهدف منع نقل الأسلحة الإيرانية إلى "حزب الله" و"حماس" عبر الأراضي السودانية.
في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، أعلن السودان وإسرائيل عن اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، برعاية أمريكية. جاء هذا الاتفاق في إطار "اتفاقيات أبراهام"، وكان يهدف إلى تحسين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين.
السنغال والتعاون الوثيق
في عام 2017، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس السنغالي ماكي سال عن تطبيع العلاقات بين بلديهما، وذلك على هامش قمة غرب إفريقيا في ليبيريا. جاء هذا الإعلان بعد فترة من التوتر بين البلدين، بسبب تصويت دكار في الأمم المتحدة ضد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقد مهد التطبيع السياسي الطريق لبدء تطبيع عسكري بين إسرائيل والسنغال، وتوسيع دور إسرائيل في السنغال ودول أفريقية أخرى.
وفيما يتعلق بالتعاون الدفاعي والأمني، اتفقت الدولتان على تعزيز التعاون في مجالات الدفاع خلال اجتماع عام 2017، مما يشير إلى اهتمام متبادل بتطوير العلاقات الأمنية.
شهد التعاون العسكري بين إسرائيل والسنغال تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث استفادت القوات المسلحة السنغالية من الخبرات الإسرائيلية في مجالات متعددة مثل مكافحة الإرهاب، والأمن السيبراني، والاستخبارات. وتلقى ضباط وجنود سنغاليون تدريبات متخصصة من قبل خبراء إسرائيليين، سواء في إسرائيل أو عبر بعثات تدريبية مشتركة. كما اشترت السنغال معدات عسكرية متطورة من إسرائيل، بما في ذلك أنظمة المراقبة والطائرات بدون طيار، مثل طائرات "Hermes 900" و"Skylark"، التي تُستخدم في عمليات المراقبة ومكافحة التمرد.
وقد لعبت شركات أمنية إسرائيلية كبرى، مثل "إلبيت سيستمز" (Elbit Systems) و"إسرائيل للصناعات الجوية" (Israel Aerospace Industries)، دورًا مهمًا في توريد معدات عسكرية وتقديم استشارات أمنية للسنغال. وتشير تقارير إلى أن هذه الشركات شاركت في تحديث البنية التحتية الأمنية السنغالية، خاصة في مواجهة التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي.
وفي عام 2023، كشفت تحقيقات صحفية عن تورط شركة إسرائيلية تُدعى "تيم خورخي"، أسسها ضباط سابقون في الموساد والشاباك، في تقديم خدمات تأثير سياسي لصالح حملة إعادة انتخاب الرئيس السنغالي ماكي سال عام 2019، مقابل 6 ملايين يورو. وشملت هذه الخدمات حملات تضليل إعلامي واختراقات إلكترونية، مما يسلط الضوء على وجود تعاون استخباري غير رسمي بين الجانبين.
أما بخصوص التعاون في مجال الأمن، فقد أشار السفير الإسرائيلي السابق في السنغال، روي روزنبلت، في عام 2021، إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات إنسانية، وبناء القدرات، والأمن. وأكد أن إسرائيل قدمت مساعدات طبية ودعماً للمجتمعات المحلية، مما يعكس توجهاً نحو توسيع النفوذ الإسرائيلي في السنغال من خلال برامج متعددة الأوجه. وعلى الرغم من هذا التعاون، تواجه الحكومة السنغالية ضغوطاً من منظمات المجتمع المدني لقطع العلاقات مع إسرائيل، خاصة في ظل التصعيدات في غزة.
النشاط الاستخباراتي الإسرائيلي في إفريقيا
لم يتوقف التمدد الإسرائيلي في إفريقيا على العلاقات السياسية والعسكرية فقط، بل إن إسرائيل تمددت استخباراتياً في إفريقيا عبر كل من "مجموعة مير" و"بلاك كيوب"، وهما من المؤسسات الإسرائيلية البارزة في مجال الاستخبارات الخاصة وأعمال التجسس.
مجموعة مير
تلعب مجموعة "مير" دورًا محوريًا في تعزيز النفوذ الإسرائيلي في إفريقيا من خلال تقديم خدمات أمنية واستخبارية متقدمة، وتعاونها مع الحكومات الأفريقية في مجالات التدريب والتجهيز العسكري. يُثير هذا التغلغل مخاوف بشأن التأثير على حقوق الإنسان والديمقراطية في بعض الدول الأفريقية.
تُعد مجموعة "مير" (Mer Group) شركة إسرائيلية خاصة تأسست عام 1982 على يد حاييم مير، وتُعتبر من أبرز الجهات الفاعلة في مجال الأمن والتكنولوجيا العسكرية. تتخذ الشركة من القدس مقرًا لها وتُقدّم خدماتها في مجالات متعددة تشمل الأنظمة الأمنية، المراقبة، الاتصالات، والبنية التحتية العسكرية. تُعد مجموعة "مير" جزءًا من استراتيجية إسرائيلية أوسع للتغلغل الأمني والاستخباري في القارة الأفريقية، حيث تقدم خدمات متنوعة للحكومات الأفريقية، خاصة تلك التي تواجه تحديات أمنية أو سياسية.
جمهورية الكونغو الديمقراطية
منذ تولي الرئيس فيليكس تشيسيكيدي الحكم في عام 2019، كثفت مجموعة "مير" أنشطتها في الكونغو الديمقراطية، حيث قامت بتدريب وحدات النخبة، بما في ذلك الحرس الجمهوري، وتقديم خدمات أمنية واستخبارية للحكومة.
الكاميرون
في الكاميرون، شاركت مجموعة "مير" في تدريب وحدة التدخل السريع (BIR)، وهي وحدة عسكرية خاصة تتبع مباشرة للرئيس بول بيا. تلقى أفراد هذه الوحدة تدريبات على يد مدربين إسرائيليين، وشملت التدريبات تقنيات القتال الحضري وفنون الدفاع عن النفس مثل الكراف ماغا.
استخدام التكنولوجيا الأمنية
تُستخدم منتجات مجموعة "مير" في مشاريع أمنية داخل إسرائيل، مثل تركيب كاميرات المراقبة في القدس القديمة بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية. تُعتبر هذه المشاريع بمثابة حقل تجارب لتسويق منتجات الشركة في الأسواق العالمية، بما في ذلك الدول الأفريقية.
التعاون مع بلاك كيوب
تعمل مجموعة "مير" جنبًا إلى جنب مع شركات أمنية إسرائيلية أخرى مثل "بلاك كيوب"، والتي تورطت في عمليات تجسس على معارضين سياسيين في إفريقيا، خاصة في الكونغو الديمقراطية.
شركة "بلاك كيوب"
تأسست شركة "بلاك كيوب" (Black Cube) عام 2010 على يد ضباط سابقين في وحدات النخبة الاستخبارية الإسرائيلية، دان زورلا (Dan Zorella) وأفي يانوس (Avi Yanus). تتخذ الشركة من تل أبيب ولندن ومدريد مقرات لها، وتضم في صفوفها موظفين سابقين في جهاز الموساد ووحدات استخباراتية أخرى. تقدم "بلاك كيوب" خدمات استخباراتية وتحقيقات خاصة، وتُعرف بأنها "الموساد الخاص"، حيث تستخدم تقنيات استخباراتية في قضايا قانونية وتجارية لصالح عملاء من الأفراد الأثرياء والشركات الكبرى.
نشاط "بلاك كيوب" في إفريقيا
- جمهورية الكونغو الديمقراطية (عملية كولتان)
في عام 2015، التقى دان زورلا بالرئيس الكونغولي آنذاك، جوزيف كابيلا، وتم الاتفاق على تنفيذ عملية استخباراتية سرية تُعرف باسم "عملية كولتان" (Operation Coltan). هدفت هذه العملية إلى جمع معلومات عن معارضي كابيلا السياسيين، بما في ذلك تفاصيل عن الاجتماعات المعارضة وأسماء المشاركين فيها، وحتى أفراد من عائلة كابيلا الذين يُشتبه في تعاونهم مع المعارضة. قامت "بلاك كيوب" بتحويل طابق كامل في فندق بالعاصمة كينشاسا إلى مقر عملياتها الاستخباراتية.
أثارت هذه العمليات غضب المعارضة الكونغولية، حيث اعتبرتها انتهاكًا لحقوقهم ومحاولة لقمع الأصوات المعارضة باستخدام أدوات استخباراتية أجنبية.
- نيجيريا
في عام 2018، اتهم كريستوفر وايلي، المُبلغ عن المخالفات في فضيحة "كامبريدج أناليتيكا"، شركة "بلاك كيوب" بالتورط في حملة لاختراق البريد الإلكتروني والسجلات الطبية للمرشح الرئاسي النيجيري آنذاك، محمد بخاري، خلال الانتخابات.
أخبار متعلقة :