وزير الدفاع السعودي يزور طهران عشية مفاوضات روما النووية - بلد نيوز

عشية انطلاق المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في روما، تكثفت التحركات الدبلوماسية الإقليمية والدولية. ووصل وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان آل سعود إلى طهران، حيث سلم المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة خطية من العاهل السعودي، في تطور لافت للعلاقات بين البلدين، بينما حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ضيق الوقت أمام التوصل إلى اتفاق جديد، في حين أوفد خامنئي مبعوثه الخاص إلى موسكو حاملاً رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إطار تنسيق إيراني-روسي قبيل المفاوضات.
وأكد خامنئي أن التواصل بين إيران والمملكة العربية السعودية سيكون مفيداً لكلا البلدين، ويمكن للدولتين أن تكونا مكملتين لبعضهما البعض، بينما أعرب وزير الدفاع السعودي عن سعادته بهذا اللقاء، قائلاً: «أتيت إلى طهران بجدول أعمال يركز على تعزيز العلاقات مع إيران والتعاون في جميع المجالات، ونأمل أن تؤدي المحادثات البناءة التي جرت إلى علاقات أقوى من أي وقت مضى بين السعودية وإيران».
والتقى الأمير خالد بن سلمان مع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين، لبحث العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وفي السياق، وصف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، العلاقات بين طهران والرياض بأنها تشهد «نمواً وتطوراً» منذ توقيع اتفاق بكين في مارس/آذار 2023، مؤكداً أن التعاون بين البلدين من شأنه أن يعزز الأمن الإقليمي.
وقال باقري: «العلاقات الجيدة مع الرياض تُدخل السرور على الأصدقاء وتُحبط الأعداء»، مشدداً على أهمية التعاون الإيراني السعودي في ضمان استقرار المنطقة.
ووفقاً لوكالة «تسنيم»، فقد شملت محادثات كبار مسؤولي الدفاع من الجانبين مناقشة تطوير العلاقات العسكرية والتعاون الإقليمي، بما يسهم في ترسيخ السلام والاستقرار، إلى جانب تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب.
في السياق، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، أمس الخميس، خلال زيارة للعاصمة الإيرانية طهران، «إن المهلة قصيرة أمام الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، بعدما باشر البلدان مباحثات بهذا الشأن.
وأوضح غروسي لوسائل إعلام إيرانية: «نحن في مرحلة حاسمة في هذه المفاوضات المهمة، ندرك أننا لا نملك إلا مهلة قصيرة، لذا أنا هنا لتسهيل هذه العملية».
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أن غروسي يجرى محادثات مع المدير العام للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي من دون توفير مزيد من التفاصيل. وعنونت صحيفة «شرق» الإصلاحية أن الزيارة تفتح «فصلاً حساساً في الدبلوماسية الإيرانية».
إلى ذلك، أرسل خامنئي، مبعوثه الخاص ووزير الخارجية عباس عراقجي إلى موسكو، حاملاً رسالة رسمية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتأتي هذه الخطوة في وقت تلوّح فيه واشنطن بإمكانية توجيه ضربات عسكرية ضد طهران.
واستقبل الرئيس الروسي عراقجي، وبحث الجانبان تطورات المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، إلى جانب عدد من الملفات الإقليمية والثنائية. وأكد عراقجي أن اللقاء يأتي في إطار تعزيز التنسيق الاستراتيجي بين طهران وموسكو.
من جهتها، أوضحت وزارة الخارجية الروسية، أن المحادثات ركزت على خطة العمل الشاملة المشتركة، الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مشددة على أهمية استئناف العمل به. كما عبّرت موسكو عن رفضها لأي تحرك عسكري ضد إيران، واعتبرته غير قانوني وغير مقبول.
وفي سياق متصل، وصف عراقجي عبر منصة «إكس»، لقاءه مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ب«المجدي»، مؤكداً أن الوكالة يمكن أن تضطلع بدور حاسم في التوصل إلى تسوية سلمية.
وندد بما سماهم «مثيري الاضطرابات» الساعين إلى تقويض مسار التفاوض، في إشارة إلى مواقف متغيرة داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
(وكالات)