نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كحل «سبت النور».. طقس شعبي من عصور الفراعنة - بلد نيوز, اليوم السبت 19 أبريل 2025 07:28 مساءً
تكحلت عيون الفتيات في قري مصر، السبت، فيما يعرف بـ«سبت النور»، احتفالاً بمقدم فصل الربيع في طقس شعبي لم يتبدل رغم تعاقب الدهور، يتجاوز مشاركة المسيحيين المصريين احتفالاتهم بأعياد القيامة، إذ يستبق هذا الطقس دخول المسيحية إلى مصر، ويضرب بجذوره في عمق التاريخ الفرعوني.
وتعقد قطاعات واسعة من بسطاء المصريين حتى اليوم، بأن وضع «الكحل» الممزوج بقطرات من عصير البصل في عيون الأطفال في تلك الليلة، يزيد من قدرة العين على الإبصار، مثلما يزيدها جمالاً واتساعاً وبريقاً، وهو اعتقاد توارثته الأجيال المتعاقبة في مصر، يختلط فيه الديني بالشعبي، إذ يعد تزيين العيون بالكحل من مفردات الجمال منذ زمن الفراعنة.
عرف المصري القديم، حسبما تشير العديد من الدراسات التاريخية، نوعين من أنواع الكحل وهما «الملاخيت» و«الجالينا»، وكان الأول الأكثر انتشاراً في مصر القديمة، وهو خام أخضر من خامات النحاس استخدمه المصريون القدماء في دهان أهداب وجفون العيون. أما «الجالينا»، فهو خام أشهب قاتم من خامات الرصاص، استخدم في نطاق واسع لتخطيط العيون وتحديدها، سواء للرجال أو النساء، وعرف باسم الكحل، وكان استخدامه يكسب العيون جمالاً وجاذبية، ويقيها من شر الرمد.
كان الأخضر والأسود من الألوان المفضلة في تلوين العين، وعرفهما المصريون القدماء، حسبما تقول د. زينب عبد التواب رياض، أستاذ دراسات الآثار المصرية القديمة، منذ حضارة البداري في عام٤٠٠ قبل الميلاد، وهو ما يبدو واضحاً في العديد من الآثار الموجودة في مقابر العصر المبكر، حيث عثر على أجزاء خام من الأصباغ في حقائب صغيرة بخلاف آثار تلك البودرة التي جاءت على العديد من الصلايات، وهي الأواني التي استخدمها المصريون القدماء لحفظ الكحل. واهتم المصريون القدماء بصناعة المكاحل لحفظ الكحل كأحد مساحيق الزينة المهمة، وصنعت من مواد مختلفة، وأشكال متنوعة يغلب عليها صغر الحجم، وكثيراً ما كان الكحل، سواء «الملاخيت» أو «الجالينا» يوضع خاماً في أكياس صغيرة من الكتان أو الجلد. وعثر على آلاف من أواني حفظ الكحل، مصنوعة من مواد مختلفة وبأشكال متنوعة منذ أقدم العصور، وكان الألباستر والديوريت والسربنتين من أكثر الأحجار استخداماً في هذا الغرض.
أخبار متعلقة :