ترامب يرفض «القنوات الخلفية» في مفاوضات الصين.. وشي يلجأ للحذر الاستراتيجي - بلد نيوز

ذكر موقع «بوليتيكو» أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرفض استخدام القنوات الدبلوماسية غير الرسمية مع الصين، في حين يتعامل الزعيم الصيني شي جين بينغ بحذر مع الدعوة لمفاوضات مباشرة، وهو ما قد يُعقد المفاوضات التجارية الجارية بين البلدين التي وصفها البيت الأبيض مؤخراً بالجيدة.

وذكرت مصادر مطلعة، أن ترامب يُصر على لقاء شخصي مع الزعيم الصيني شي جين بينغ، رافضاً إشراك مسؤولين أو وسطاء في نقل وجهات نظره.

وأكد رايان هاس، المدير السابق لشؤون الصين وتايوان ومنغوليا في مجلس الأمن القومي الأمريكي خلال إدارة باراك أوباما: «القنوات الخلفية لا تعمل لأن الرئيس ترامب ببساطة لا يريدها». وأوضح أن ترامب يفضّل مخاطبة نظرائه مباشرة دون وسطاء.

وأضاف: «يريد ترامب التعامل مباشرةً مع الرئيس شي جين بينغ بالطريقة نفسها التي تعامل بها مع الرئيس بوتين، لا أعتقد أنه مهتمٌّ بشكلٍ خاص بالاستعانة بمصادر خارجية لنقل آرائه للآخرين».

وأشارت كارولين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض، إلى أن الإدارة الأمريكية على اتصال مستمر مع المسؤولين في بكين، لكن دون توضيح ما إذا كانت هناك مفاوضات خلف الكواليس. وأضافت: «الرئيس ترامب أوضح أن الكرة الآن في ملعب الصين».

ورغم رفض ترامب، قالت ويندي كاتلر، المفاوضة التجارية الأمريكية السابقة: «هناك العديد من القنوات الخلفية، بما في ذلك من مجتمع الأعمال لدينا والمسؤولين الأمريكيين والصينيين السابقين».

وأشار برايان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: «إذا كانت النظرية القائلة بأن البيت الأبيض يُعيق المناقشات، فهي ببساطة غير دقيقة، لأن هناك اتصالات مُتعددة على مستوى الموظفين وكبار الموظفين لا تزال مستمرة، ونحن، كما قال الرئيس، نرحب بالمناقشات مع السلطات الصينية».

سبب الحذر الصيني

ويرى مراقبون، أن بكين تشعر بالحذر من الاستجابة لمطالب ترامب بإجراء محادثة مع شي، لأن الزعيم الصيني قد يخسر اليد العليا، وخاصة إذا حول ترامب الاجتماع إلى مشهد عام.

وأكدت وسائل إعلام أمريكية أن السلطات الصينية تتحفّظ على تلبية دعوة ترامب لعقد اجتماع مباشر، خشية أن يُحوّله الرئيس الأمريكي إلى عرض إعلامي يُحرج الرئيس شي ويُضعف موقفه السياسي.

وذكرت أن بكين تُفضّل أن يبدأ التواصل من خلال مسؤولين رفيعي المستوى. وفي خطوة تعكس هذا التوجه، أعلنت الحكومة الصينية تعيين لي تشنج قانغ، مساعد وزير التجارة السابق، كممثل تجاري دولي جديد، ويشير هذا التعيين إلى أن بكين تنتظر من ترامب إرسال مبعوثه الخاص.

ويؤكد دانيال راسل، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق لشؤون شرق آسيا: «غياب قناة اتصال رسمية وموثوقة بين البلدين هو السبب الحقيقي لعدم حدوث المكالمة الهاتفية التي يريدها ترامب مع نظيره الصيني».

وفرضت إدارة ترامب رسوماً تصل إلى 145% على الواردات الصينية، وردّت بكين بفرض رسوم بنسبة 125% على الصادرات الأمريكية.