ماذا يحدث بعد وفاة بابا الفاتيكان؟.. طقوس سرية تبدأ والكنيسة «تعلن الطوارئ» - بلد نيوز

«الخليج»: متابعات
أعلن الفاتيكان وفاة البابا فرنسيس 88 عن عاماً صباح الاثنين، وهو الذي كان قد فقد جزءاً من رئته نتيجة إصابة في شبابه، وعانى مشاكل صحية متكررة في الفترة الأخيرة.
وأقر البابا فرنسيس في العام الماضي ترتيبات جنازة بسيطة لنفسه، متخلياً عن بعض الطقوس القديمة التي تتبع عند وفاة بابا الفاتيكان.
على الرغم من ذلك، ستُطلق سلسلة من الأحداث المتقنة، التي يتم اتباعها على مدى قرون، وتعاقب عليها مئات البابوات. 
وتعود بعض جذور تقاليد الفاتيكان إلى روما القديمة.
وفي نهاية هذه الإجراءات التي يتم تنفيذها بتنظيم شديد الدقة، سيتم اختيار زعيم جديد للكنيسة الكاثوليكية في عملية انتخابية سرية، من أجل إعلان قيادة جديدة لمؤسسة يتبعها أكثر من مليار شخص حول العالم، بحسب ما نشره موقع «بوليتيكو».

• لحظة وفاة البابا

من التقاليد أن يتولى كاردينال الكاميرلينغو (وهو مسؤول كبير في الفاتيكان) تأكيد وفاة البابا. ويشغل هذا المنصب حالياً الكاردينال الأيرلندي المولد كيفن فاريل.
يقوم بعدها فاريل بزيارة جثمان البابا في مصلاه الخاص ويناديه باسمه، في محاولة رمزية لإيقاظه. وتُعتبر هذه الخطوة مجرد طقس شرفي، إذ يكون الأطباء قد أكدوا الوفاة بأساليب طبية حديثة.
عند التأكد من وفاته يتم تدمير خاتم الصياد الذي يستخدمه البابا لختم الوثائق الرسمية، ويُعلن بذلك نهاية حبريته، كما تُغلق شقته البابوية بالشمع الأحمر.
يُبلغ الكاميرلينغو مجلس الكرادلة، وهو الهيئة العليا في الكنيسة الكاثوليكية، بوفاة البابا، ثم يُعلن الخبر للعالم من خلال بيان رسمي يصدر عن الفاتيكان.

• ما بعد الوفاة.. 9 أيام من الطقوس
   

تشهد وفاة البابا تسعة أيام من الحداد، وهي تقليد روماني قديم، عادةً ما تعلن إيطاليا أيضاً فترة حداد وطني. يتم تبريك جثمان البابا وتلبيسه الرداء البابوي، ويُعرض للعامة في كاتدرائية القديس بطرس، حيث يصطف مئات الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم كبار الزعماء والوفود الدولية، لتقديم التحية الأخيرة.
كان يتم تحنيط الباباوات، وأحياناً تتم إزالة بعض أعضائهم الداخلية قبل الدفن، ولا تزال قلوب أكثر من 20 من الباباوات محفوظة في أوعية رخامية داخل كنيسة قرب نافورة تريفي في روما، ولكن لم يعد ذلك متبعاً الآن.
خلال هذه الفترة، تتم إقامة صلوات يومية وقداسات جنائزية في كاتدرائية القديس بطرس، وفي أنحاء العالم الكاثوليكي.
لماذا اختار فرنسيس دفناً مختلفاً؟
عادةً تتم إقامة قداس الجنازة بعد أربعة إلى ستة أيام من الوفاة، وغالباً ما يتم في ساحة القديس بطرس، حيث يحتشد الآلاف من المصلين. ويقود الجنازة عميد مجمع الكرادلة، وهو حالياً الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري البالغ من العمر 91 عاماً.
ويُدفن البابا في المدافن البابوية تحت كاتدرائية القديس بطرس، حيث يرقد نحو مئة بابا، منهم البابا بنديكتوس السادس عشر.
لكن البابا فرنسيس أفصح في عام 2023 عن رغبته في أن يُدفن في كنيسة سانتا ماريا ماجوري، إحدى الكنائس الأقرب إلى قلبه، والتي اعتاد زيارتها، ليكون بذلك أول بابا منذ قرن يُدفن خارج الفاتيكان.
وفي العادة، يُدفن البابا داخل ثلاثة توابيت متداخلة: واحد من خشب السرو، وآخر من الزنك، والثالث من خشب الدردار. 
لكن فرنسيس أوصى بأن يُدفن في تابوت واحد فقط مصنوع من الخشب ومبطن بالزنك.
يتم وضع كيس من العملات المعدنية مع البابا، وأنبوب معدني يحتوي على وثيقة تعرف بـ«روچيتو»، تلخص حياته وإنجازاته. 
وتُقرأ هذه الوثيقة بصوت مرتفع قبل إغلاق التابوت.

• كيف يتم اختيار البابا الجديد؟

بعد الجنازة، بنحو أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، يجتمع مجلس الكرادلة في كنيسة السيستين لعقد ما يُعرف بـ«الكونكلاف» وهي عملية انتخاب البابا الجديد.
وتسمى الفترة بين وفاة البابا وانتخاب خلفه «الكرسي الشاغر»، ويُمنع خلالها اتخاذ قرارات كبرى. ويمكن لأي ذكر كاثوليكي معمّد أن يُنتخب، لكن منذ 700 عام، تقرر اختيار البابا دائماً من بين الكرادلة.
ويشير المصطلح اللاتيني «sede vacante» إلى المرحلة الانتقالية التي تبدأ بعد وفاة البابا، حيث يتولى الكرادلة شؤون الكنيسة دون اتخاذ قرارات كبرى.
وفي يوم الانتخاب، تُغلق كنيسة السيستين، ويُقسم الكرادلة على السرية، ولا يُسمح لهم بمغادرتها. فقط الكرادلة تحت سن الثمانين يحق لهم التصويت، أي نحو 120 كاردينالاً يضعون أوراق الاقتراع في كأس على المذبح.

• ما الفرق بين الدخان الأبيض والأسود في الفاتيكان؟

إذا لم يحصل أي مرشح على أغلبية الثلثين تُجرى جولات اقتراع إضافية (بحد أقصى أربع جولات يومياً). استغرق انتخاب فرنسيس خمس جولات فقط خلال 24 ساعة عام 2023. لكن تاريخياً، استمرت بعض الكونكلافات لأشهر وحتى لسنوات.
وبعد كل جولة، يتم حرق أوراق الاقتراع في موقد داخل الكنيسة، ويضاف إليها مادة كيميائية لإنتاج دخان يُرى من الساحة الخارجية.
الدخان الأسود يعني فشل التصويت، والدخان الأبيض يعني انتخاب البابا الجديد.

• البابا الجديد

عند انتخاب البابا، يُعلن ممثل الكرادلة من شرفة كاتدرائية القديس بطرس: «لدينا بابا!» ثم يخرج البابا الجديد مرتدياً الرداء الأبيض ليُلقي أول خطاب له أمام الجماهير.
ويتمتع البابا بمكانة سياسية ودبلوماسية هائلة، كما يلعب دور الوسيط في النزاعات الدولية، ويوجه الجهود الإنسانية حول العالم، إلى جانب سلطته الروحية.
يظل البابا في خدمته حتى وفاته، لكن البابا بنديكتوس السادس عشر استقال في عام 2013 عن عمر 85 عاماً بسبب مشاكل صحية، ليكون أول بابا يتنحى منذ 600 عام.