بلد نيوز

خلال 100 يوم في البيت الأبيض.. ترامب يقلب النظام الجيوسياسي الدولي - بلد نيوز

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خلال 100 يوم في البيت الأبيض.. ترامب يقلب النظام الجيوسياسي الدولي - بلد نيوز, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 12:43 مساءً

واشنطن-أ ف ب
فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال 100 يوم له في البيت الأبيض سياساته الخاصة، فقوّض التحالفات الأمريكية وهدد بضم أراضٍ وقلب النظام الجيوسياسي الدولي رأساً على عقب.
من فرض رسوم جمركية شاملة على دول صديقة وعدوة، مروراً بتهميش الأوروبيين، وصولاً إلى خفض المساعدات الخارجية، يفرض الرئيس الأمريكي رؤيته تحت شعار «أمريكا أولاً» على العالم.
هي رؤية ليست انعزالية بشكل صريح لكنها أحادية بشكل واضح، وتعتمد حصراً على مبدأ الصفقات، وهو نوع من «الأخذ والعطاء» الدبلوماسي.
اعتبر رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية مارك ليونارد، أن «إدارة ترامب قضت على كل المسلّمات. لم تعد هناك فروق واضحة بين الحرب والسلام، والحلفاء والأعداء، والمصالح الوطنية والخاصة، واليسار واليمين».
وكتب على موقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: «مع شنّ ترامب حرباً تجارية على سائر أنحاء العالم، ومحاولته إبرام صفقة بشأن استغلال المعادن في أوكرانيا، وتهديد السلامة الإقليمية لكل من غرينلاند وبنما، فإن القواعد القديمة للنظام الدولي لم تعد قابلة للتطبيق».
في الموازاة، يقدم الرئيس الجمهوري البالغ 78 عاماً نفسه على أنه «صانع سلام»، ويتباهى برؤيته لتحقيق «السلام من خلال القوة». كما لا يتردد في دخول مفاوضات غير مسبوقة، مثل تلك التي أجراها مع روسيا وإيران.
لكن بعد مرور مئة يوم على توليه منصبه، بات من الواضح أن المهمة ليست سهلة كما تصور.
فقد استأنفت إسرائيل هجومها على قطاع غزة وانهار اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، في حين تشن الولايات المتحدة ضربات على الحوثيين في اليمن مع استمرار الصراع في أوكرانيا.
تقارب مع بوتين
ويبقى التغيير الأبرز في السياسية الأمريكية منذ تنصيب ترامب في كانون الثاني/ يناير التقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وعبر إعادة التواصل مع الرئيس الروسي، أنهى دونالد ترامب عزلة بوتين الدولية التي فرضتها عليه إدارة الرئيس السابق جو بايدن والدول الغربية منذ حربه على أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022.
وأجرى الرئيسان مكالمة هاتفية في شباط/ فبراير، ما أدى إلى بدء تقارب استراتيجي، ولو كان على حساب أوكرانيا.
عقب ذلك، عقد الأمريكيون والروس مفاوضات غير مسبوقة في السعودية بهدف استعادة العلاقات بينهما، إلا أن واشنطن اشترطت إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقد يلتقي ترامب وبوتين وجهاً لوجه في وقت قريب في السعودية أيضاً.
في الوقت نفسه، شدّدت الولايات المتحدة لهجتها تجاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وصولاً إلى اللقاء الشهير في البيت الأبيض حين شن الرئيس ونائبه جاي دي فانس هجوماً لاذعاً على زيلينسكي أمام وسائل الإعلام.
وعقد الأوروبيون الذين همّشوا عن المفاوضات، اجتماعات ثلاثية شارك فيها مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وأوكرانيون الأسبوع الماضي في باريس، قبل اجتماع جديد مقرر في لندن هذا الأسبوع، للبحث في إنهاء الصراع في أوكرانيا. لكن مع تعثر مفاوضات الهدنة، هدد ترامب بالانسحاب من المناقشات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بسرعة.
مفاوضات مع إيران
على صعيد آخر، أجرت إدارة ترامب مفاوضات غير مباشرة مع إيران. وعقدت الولايات المتحدة وإيران، جولتين من المحادثات غير المباشرة، في سلطنة عمان وروما، بقيادة المفاوض ستيف ويتكوف، صديق ترامب القديم.
وتقول واشنطن التي تنتهج سياسة «الضغوط القصوى» تجاه طهران، إنها تفضل حلاً دبلوماسياً مع إيران، لكنها تهدد بتدخل عسكري لضمان عدم حصول طهران على السلاح النووي.
وكان الرئيس الأمريكي انسحب أحادياً عام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015 مع إيران، والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران مقابل كبح برنامجها النووي. وأكد المسؤولون في إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو، مراراً أن الرئيس «يفكر خارج الصندوق» وأنه «الوحيد» القادر على قيادة هذه المفاوضات.
ومن بين القرارات الأخرى التي ميّزت ولاية ترامب منذ 20 كانون الثاني/ يناير، إعلانه انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ ومن منظمة الصحة العالمية.
كذلك، أقر الرئيس الأمريكي تخفيضات هائلة في ميزانية المساعدات الخارجية، بذريعة مكافحة الهدر والبرامج التي تعزز التنوع والمساواة والشمول.
كما نفّذ سياسة ترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، وأرسل بعضهم إلى سجن شديد الحراسة في السلفادور، وشن حرباً ضد عصابات المخدرات المكسيكية التي وصفها بأنها منظمات إرهابية أجنبية.
أما الغائب الأكبر عن النقاش في واشنطن في الوقت الراهن فهو كوريا الشمالية. وخلال ولايته الأولى (2017-2021)، هدد ترامب بالقضاء على كوريا الشمالية قبل أن يلتقي الزعيم كيم جونغ أون مرات عدة ويعلن أنهما «وقعا في الحب».

أخبار متعلقة :