المطاعم في محيط الفاتيكان.. حاضرة لاستقبال الكرادلة - بلد نيوز

الفاتيكان-أ ف ب

تُناسب معكرونة كاربونارا وسواها من أطباق مطبخ روما التقليدي التي توفّرها موائد شارع فيا بورغو بيو، على مقربة من ساحة القديس بطرس، الأذواق «البسيطة» لكرادلة الكنيسة الكاثوليكية، بحسب ما يؤكد أصحاب هذه المطاعم الواقعة على بُعد بضعة أمتار من حاضرة الفاتيكان.

في هذا الشارع النابض بالحياة والذي تنتشر فيه مجموعة من المطاعم والحانات ومحال الهدايا التذكارية، بدأت فيديريكا جانماريا، الثلاثاء، باستقبال أول الزبائن الذين حضروا لتناول الغداء.

وقالت المرأة الثلاثينية أمام مطعمها «أرلو»: «نحن هنا منذ ستين عاماً. كان هذا المطعم ملكاً لجدتي. ويمكن القول إن الكرادلة رأوني أكبر مع مرور الوقت».

ولاحظت أنهم «يأتون إلى هنا ليس فقط لأن الطعام جيد (...) ولكن أيضاً لأن ثمة علاقة أخوية وعائلية نشأت» بينهم وبين أصحاب المطعم. ووصفت الكرادلة الذين يرتادون مطعمها لتناول الغداء بأنهم أشخاص متواضعون جداً.

وهذا التواضع هو أيضاً سمة أذواقهم المطبخية، إذ أوضحت أن الأطباق المفضّلة لديهم هي تلك «الأكثر بساطة»، ومنها شرائح إسكالوب لحم العجل سالتيمبوكا المغلفة باللحم النيء، وهي طبق تختص به روما، وكذلك جبنة البوراتا ومعكرونة كاربونارا.

وعلى بعد أمتار قليلة، يرتاد عدد من الكرادلة مطعماً آخر في الشارع هو «إل بابالينو»، تحرص إدارته على أقصى درجات الكتمان في شأنهم.

وقالت آنّا ماريا شالانغا التي تدير مع زوجها هذه المؤسسة العائلية «نستقبلهم على مدار السنة. أحدهم على وجه الخصوص زبون دائم، لكن لا أستطيع ذكر اسمه لأن السرية هي السمة المميزة لهذه المؤسسة». وأضافت أن هؤلاء الكرادلة الذين يأتي كثر منهم «من الأرجنتين وشمال أوروبا»، يقصدون المطعم خصوصاً لتناول العشاء و«يفضلون عادةً طاولة في مكان منفصل وليس في القاعة الرئيسية».

أما الذوق الكاردينالي، فيتصف بالبساطة، على ما لاحظ مسؤولو «إل بابالينو» أيضاً.

وافادت آنّا ماريا شالانغا بأن الكرادلة «يتناولون أطباق المطبخ الروماني التقليدي»، وهو مطبخ «شعبي»، مشيرة إلى أن من أبرز هذه الأطباق «معكرونة ألا أماتريتشانا ومعكرونة غريشا». وأضافت «كطبق ثانٍ، يطلبون سالتيمبوكا على الطريقة الرومانية، أو الكرشة، أو ذيل الثور».

مخروط «فاتيكونو»

ورغم اقتراب موعد التئام مجمع الكرادلة الذي يتولى خلاله 133 منهم انتخاب خَلَف للبابا فرنسيس بعد وفاته في 21 نيسان/ إبريل، فهم «جميعاً هادئون جداً، وفي حالت تفكير لأن اللحظة تقتضي ذلك»، بحسب آنا ماريا شالانغا.

وأسف صاحب مطعم «ماركانتونيو» للبيتزا بينيتو كانيتسارو لكون عدد الكرادلة تراجع منذ انتهاء جنازة البابا اليسوعي الأرجنتيني الراحل.

وقال كانيتسارو: «عادةً يكون لدينا الكثير من الكرادلة، ولكن ليس هذه الأيام. ثمة الكثير من الصحفيين حولنا، وهم لا يخرجون». وتوحي الصور المعلقة على جدران «لارينا دل جيلاتو» في بداية شارع فيا بورغو بيو بأن أفضل فرصة للالتقاء بأحد ناخبي البابا هي خلال تناول المثلّجات (الآيس كريم).

وفي إحدى هذه الصور، يظهر صاحب «لارينا دل جيلاتو» جوزيبي لونغوباردي، إلى جانب الكاردينال الكندي توماس كريستوفر كولينز الذي يحمل مخروط الآيس كريم في يده. وروى جوزيبي «طوال 13 عاماً، زارنا الكثير من الكرادلة والأساقفة ورؤساء الأساقفة. أمس مثلاً، صودف وجود كاردينال نيكاراغوا، بزي كاهن بسيط».

وتذكّرت شقيقته أن هذا الكاردينال وهو ليوبولدو خوسيه برينيس سولورزانو أخذ «آيس كريم الفانيليا في وعاء صغير».

ويوفّر «لارينا دل جيلاتو» 24 نكهة من المثلّجات، لكنّ المنتَج الرئيسي لديه هو «فاتيكونو» vaticono، وهو نوع من فطيرة الكريب المطبوخة التي تُلف على شكل مخروط («كونو» cono بالإيطالية) وتُملأ بكرات الآيس كريم.

ومع أن صانع الآيس كريم ابتكر نكهة «دولتشي دي ليتشي» قبل 13 عاماً بمناسبة انتخاب البابا فرنسيس الذي يتحدر من الأرجنتين، لم يخطط لأي شيء في ما يتعلق بانتخاب خلفه. وقال جوزيبي: «نحن لا نريد ركوب هذه الموجة لتعزيز مبيعاتنا من الآيس كريم، أو لأغراض إعلانية»، فهذا، في نظره، «لن يكون مناسباً».