في وقت أصبح فيه الهاتف الذكي جزءًا من الحياة اليومية، خرج المستشار ناجي حجاج أبو زيد، المحامي بالنقض، ليحذر من خطر كبير يهدد الأطفال خلف الشاشات، لا في الشوارع.
إثبات جرائم الابتزاز الإلكتروني
وصرّح بأن أكثر الفئات التي تتعرض للابتزاز الإلكتروني حاليًا هم الأطفال دون سن 15 عامًا، مطالبًا أولياء الأمور بعدم شراء الهواتف لأطفالهم إلا في أضيق الحدود، مع ضرورة أن يكون الهاتف خاليًا من التطبيقات الإلكترونية أو وسائل الاتصال بالإنترنت.
وأوضح "أبو زيد"، خلال لقاء تليفزيوني، أن منح طفل صغير هاتفًا ذكيًا دون رقابة أو وعي كافٍ يُعد خطأ فادحًا، مؤكدًا أن كثيرًا من الأطفال يتعرضون لمحاولات ابتزاز عبر الألعاب أو منصات التواصل الاجتماعي، وأن المبتزين يستغلون براءة الطفل وقلة خبرته لإيقاعه في الفخ.
وأضاف أن المسؤولية الأساسية في مواجهة هذه الجرائم تقع على عاتق الأسرة، من خلال التوعية الدائمة والمراقبة الذكية، وليس فقط المنع أو التخويف. وقال: "الأب والأم لازم يعرفوا ابنهم بيتابع إيه، وبيتكلم مع مين، ويعلموه إن خصوصيته خط أحمر، وإنه مايبعتش لأي حد معلومات أو صور تحت أي ظرف".
وأشار المحامي بالنقض إلى أن إثبات جرائم الابتزاز الإلكتروني قد يكون معقدًا من الناحية الفنية، نظرًا لاستخدام المجرمين لوسائل رقمية متطورة لإخفاء هويتهم، لكن أجهزة مباحث الإنترنت لديها إمكانيات حديثة تسمح بتتبع هؤلاء الجناة والوصول إليهم، مؤكدًا أن "أي شخص يرتكب جريمة على الإنترنت مش هيفلت من العقوبة، مهما حاول يستخبى".
ونبّه "أبو زيد" إلى ضرورة التعامل القانوني السليم مع مثل هذه القضايا، موضحًا أن الصمت أو الخوف لا يحل الأزمة، بل يعقّدها، داعيًا الأسر إلى سرعة اللجوء لمحامٍ متخصص في قضايا الإنترنت بمجرد الشك أو حدوث أي محاولة تهديد أو ابتزاز.
واختتم رسالته قائلًا: "الهاتف الذكي مش لعبة، خصوصًا في يد طفل صغير. لازم الأسرة تكون واعية، ومتابعة، ومهيئة الطفل نفسيًا وفكريًا. لأن الوقاية هنا مش اختيار.. الوقاية ضرورة لحماية مستقبل أولادنا".
0 تعليق