'الدولارات أكلت دماغ الناس'".. محامية تحذر من استغلال الأطفال على مواقع التواصل - بلد نيوز

مصر تايمز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت الفترة الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في ظهور الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار جدلاً واسعًا حول مدى تأثير ذلك على حقوقهم وخصوصيتهم. فقد أصبح العديد من الآباء والأمهات يستخدمون أطفالهم في فيديوهات ومنشورات تهدف إلى تحقيق مشاهدات وأرباح من خلال التفاعل على هذه المنصات، مما جعل المحامية نهى الجندي، المتخصصة في الشؤون الأسرية، تدق ناقوس الخطر بشأن هذه الظاهرة التي وصفها بأنها تهدد حقوق الأطفال وخصوصيتهم.

الاستغلال التجاري على منصات التواصل الاجتماعي

وفي مداخلة تليفزيونية، شددت الجندي على ضرورة سن قوانين واضحة تحمي الأطفال من الاستغلال التجاري على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة على أنه يجب منع ظهور الأطفال في الفيديوهات والمحتويات التي تُستخدم فقط لتحقيق الأرباح من المشاهدات.

وقالت الجندي: "الدولارات أكلت دماغ الكثير من الناس"، في إشارة إلى أن التربح السريع أصبح يشكل خطرًا على القيم الأسرية، حيث لا يتردد البعض في تصوير أطفالهم في مواقف قد تكون غير مناسبة أو حتى تنتهك خصوصياتهم من أجل الحصول على مشاهدات أو تحقيق مكاسب مادية.

وأضافت الجندي أن هذه الظاهرة باتت تؤثر بشكل سلبي على العادات والقيم الاجتماعية، قائلة: "في الماضي كنا نستحي من تناول الطعام بصوت، ولكن الآن نجد البعض يُصور عائلته وهم يتناولون الطعام بدون أي حياء لزيادة المشاهدات". 

واعتبرت أن هذا النوع من الفيديوهات لا يعكس الواقع، بل هو مجرد مشهد افتراضي تهدف فيه بعض الأسر إلى جذب الأنظار عبر عرض مواقف شخصية من حياتهم الخاصة، مما يؤدي إلى استغلال الأطفال وتهديد حقوقهم وحمايتهم.

وأوضحت الجندي أن هذه الفيديوهات التي تتداولها العائلات عبر منصات التواصل الاجتماعي أصبحت تؤثر على الكثير من الأسر، حيث أصبح الربح المالي والتفاعل مع الجمهور هو الهدف الأساسي، حتى وإن كان ذلك على حساب كرامة الطفل أو احترام خصوصيات الأسرة.

وأكدت أنه من الضروري أن يكون هناك تشريع واضح وصريح يحظر ظهور الأطفال في هذه الفيديوهات، لحمايتهم من الاستغلال التجاري وضمان حقوقهم في الحياة الخاصة.

كما أوضحت الجندي أن العالم الافتراضي الذي يُظهره هؤلاء الفيديوهات لا يعكس حقيقة الحياة الأسرية، بل هو مجرد فقاعة تهدف إلى جذب الانتباه وجلب المشاهدات على حساب القيم الإنسانية.

وأضافت أنه في حالة استمرار هذه الظاهرة دون وجود قوانين لحمايتها، فإن المستقبل قد يشهد مزيدًا من الانتهاكات للحقوق الشخصية للأطفال، مما سيؤدي إلى تدمير العديد من القيم الاجتماعية التي كنا نتمسك بها في الماضي.

وفي ختام حديثها، دعت الجندي إلى ضرورة أن تتحمل الدولة دورها في حماية حقوق الأطفال من خلال إصدار قوانين رادعة، وفرض عقوبات على الأسر التي تستخدم أطفالها في هذه الفيديوهات لتحقيق الربح، مشيرة إلى أن التربح على حساب البراءة والحقوق الإنسانية ليس له مبرر أخلاقي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق