نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قرار إغلاق حسابات المدارس بمنصات التواصل - بلد نيوز, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 03:18 صباحاً
قرأت اليوم الاثنين في صحيفة محلية قرارا سنّته وزارة التعليم يفضي بإغلاق حسابات المدارس والمعاهد ومكاتب التعليم في مواقع التواصل الاجتماعي. وفي رأيي هو قرار حكيم للغاية وقرار كنت أنتظره من فترة طويلة ليس لأسباب شخصية وإنما لأن هذه المواقع قد تمتهن المؤسسات وتُذهب من هيبتها، خصوصا حينما نتحدث عن التعليم.
والمتصفح لأغلب مواقع المدارس ومكاتب التعليم يجد بأنها مواقع تعج بالتسويق للذات لا تعكس في حقيقتها جوهر جودة التعليم الذي تضخه في عقول الطلاب.
تزخر أغلب هذه المواقع بصور لحفلات ومشاركات وتكريم وتسويق لزيارات وهي في الحقيقة عزائم ومناسبات ولسان حالها يقول: انظري يا وزارة التعليم فنحن نعمل بجد. لكنه عمل في الغالب مصوّر لا يمت لواقع الأمر بشيء.
وأتمنى أن يأتي الدور أيضا على مؤسسات التعليم العالي من كليات وجامعات بإغلاق جميع منصاتها التي تعج في مجملها بالتسويق للذات في شتى المناسبات، وتصوير للحضور من زوايا مختلفة لا يعكس العدد الحقيقي للحضور والمشاركين، وإنما احترافية تسويقية للمؤسسة التعليمية عبر المنصات لا تعكس واقع المناسبة أو غيرها من الحراك التعليمي أو الأكاديمي والاجتماعي.
وأتمنى أيضا أن يتم منع «الواتس أب» في أروقة المدارس والجامعات، والاكتفاء بالقنوات الرسمية كالبريد الشبكي والهاتف المكتبي، وعدم الزج بالجوال الخاص في معاملات رسمية، وذلك لأن الجوال و«الواتس أب» ليس بقناة لنشر المعرفة أو تعزيز الهُوية التعليمية والأكاديمية، وأكاد أجزم بأنني من القلة الذين يفعلون البريد الشبكي للتعامل مع الطلاب، ولا أجد في ذلك أدنى صعوبة ولا يجد الطالب أيضا صعوبة في التعامل معي من خلاله، بل ساعدني كثيرا في التعرف على ضعف طلابنا في أساليب الكتابة والمخاطبة، وكيفية التماس العذر وبث الاعتذار وكيفية كتابة عنوان الرسالة ونص موضوعها وختامها وما إلى ذلك من الطوام التي دفعتني لأخصص وقتا في محاضراتي - أحيانا - لتعليم طلابي في الجامعة أساليب وآداب الرسائل والمكاتبات الرسمية وغيرها، وأنها ليست محادثات كالتي اعتاد عليها الطالب في الـ«واتس» وغيره من الـ«وتاتيس» التي عشعشت في عقول أغلب المتكاسلين والذين اعتادوا على الوجبات الجاهزة في كل وقت.
أتمنى أن أفرح قريبا بمنع الـ«واتس» منعا باتا والذي أصبح موردا عذبا للملخصات والاختبارات التي يكتب عليها تلطيفا «مراجعات»، والاكتفاء بالقنوات الرسمية حتى يخف «الطنين» والـ«زنين» والـ«رنين» على أولياء الأمور من أولئك الذين ينامون النهار ويسهرون الليل فيزعجون الخلق ظنا منهم بأن الناس مثلهم، ولا يفرقون بين الليل والنهار وبين ساعات العمل وساعات الراحة.
0 تعليق