دراسة علمية سعودية من كاوست تكشف: الربع الخالي كان موطنًا لبحيرات وأنهار ومروج خضراء  - بلد نيوز

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دراسة علمية سعودية من كاوست تكشف: الربع الخالي كان موطنًا لبحيرات وأنهار ومروج خضراء  - بلد نيوز, اليوم الأربعاء 9 أبريل 2025 03:48 مساءً

كشفت دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، بقيادة أستاذ موارد الطاقة وهندسه البترول في كاوست البروفيسور عبدالقادر العفيفي، وبالتعاون مع عدد من الجامعات والمؤسسات البحثية الدولية، أن صحراء الربع الخالي، أكبر صحراء رملية متصلة في العالم، لم تكن في الماضي كما نعرفها اليوم أرضًا جافة وقاحلة، بل كانت موطنًا لأنظمة بيئية غنية تضم بحيرات عذبة وأنهارًا جارية وأراضي عشبية ومسطحات خضراء، ساعدت على توسع الإنسان في أرجاء شبه الجزيرة العربية.

كما توصل الباحثون إلى أن هذه الظروف البيئية ظهرت خلال فترة مناخية رطبة تُعرف بـ"العربية الخضراء"، امتدت ما بين 11,000 و5,500 سنة مضت، في أواخر العصر الرباعي، حيث ساهمت الأمطار الموسمية الغزيرة القادمة من إفريقيا والهند، بفعل التغيرات المدارية، في ازدهار الحياة النباتية والحيوانية في المنطقة.

الجدير بالذكر أنه تم اكتشاف بحيرة ضخمة في قلب الربع الخالي، قدرت مساحتها بحوالي 1,100 كيلومتر مربع، وبلغ عمقها نحو 42 مترًا، وقد تسببت الأمطار المتزايدة حينها في فيضان هذه البحيرة، مما أدى إلى نحت وادٍ بلغ طوله نحو 150 كيلومترًا داخل الصحراء. واستندت الدراسة إلى تحليلات تفصيلية للرواسب الجيولوجية والتضاريس الممتدة لأكثر من 1000 كيلومتر، ما مكّن الفريق العلمي من إعادة بناء مشهد طبيعي كان غنيًا بالمياه والنباتات.

وقد أوضح البروفيسور مايكل بتراجليا، من مركز الأبحاث الأسترالي لتطور الإنسان بجامعة غريفيث، أن وجود هذه الأنظمة البيئية القديمة شجّع الجماعات البشرية في ذلك الزمن على ممارسة الصيد والرعي الزراعة، وأن هذا مدعوم بأدلة أثرية غنية تم العثور عليها في مواقع متعددة داخل الربع الخالي وعلى امتداد مجاري الأنهار القديمة. لكن هذه المرحلة الخصبة لم تدم طويلًا، حيث أدى تراجع الأمطار بشكل حاد قبل حوالي 6,000 عام إلى تحوّل المنطقة مجددًا إلى بيئة قاحلة، ما أجبر تلك الجماعات البشرية على الهجرة إلى أماكن أكثر ملاءمة للحياة.

هذه الدراسة تُعد جزءاً من جهود يبذلها علماء جامعة كاوست لفهم التفاعل بين المناخ، والتضاريس، والبيئة، والاستيطان البشري في شبه الجزيرة العربية. كما يجري فريق دولي بقيادة البروفيسور فرانس فان بوخم أبحاثاً حول البحيرات القديمة في وادي الدواسر، وتأثيرها على الاستيطان البشري قرب موقع الفاو، المُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.

أخبار ذات صلة

0 تعليق