نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الوعي بثنائي القطب الحالة والدلالة - بلد نيوز, اليوم الخميس 10 أبريل 2025 08:18 صباحاً
وافق يوم السبت 30 مارس 2025 اليوم العالمي لاضطراب ثنائي القطب، والذي هدف إلى زيادة الوعي المجتمعي حول هذا المرض لكسر حاجز الوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية وتحفيز الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين. ووفقا لإفادة موقع Our world in data عانى مؤخرا أكثر من 46 مليون شخص عالميا من اضطراب ثنائي القطب، وهنالك تقرير منشور عام 2018 يوضح عدد المصابين في السعودية يقارب 230 ألفا.
تتفاوت أعراض اضطراب ثنائي القطب من شخص لآخر، ولكن النمط العام يشمل فترات من النشاط الزائد والثقة المفرطة بالنفس التي قد تترافق مع قلة النوم والاندفاع في اتخاذ القرارات تليها فترات من الحزن العميق وفقدان الشغف والشعور بالذنب أو التفكير في إيذاء النفس، وغالبا ما يُشخّص المرض في سن المراهقة أو بدايات العشرينات، وقد يتأخر التشخيص لسنوات بسبب تشابه الأعراض مع اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو اضطراب الشخصية الحدية.
لا يزال السبب الدقيق لمرض ثنائي القطب غير مفهوم بشكل كامل ولكن يعتقد المتخصصون أن هنالك مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية قد تزيد من الإصابة به، وهذه العوامل مثل التعرض لصدمات نفسية شديدة في مرحلة الطفولة مثل الإساءة أو الإهمال أو التعرض لإحداث حياتية صعبة ومواقف مجهدة مثل فقدان شخص عزيز أو مشاكل مالية خطيرة، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة باضطراب ثنائي القطب أو استخدام بعض الأدوية أو تعاطي المخدرات والكحول.
اكتشاف المرض في مراحله المبكرة يمكن أن يساعد بشكل كبير في التحكم به، ويتطلب ذلك الانتباه للتغيرات المفاجئة في سلوك الشخص أو مزاجه، ومن الضروري أن يدرك الأهل والأصدقاء والمحيطون أن هذه التغيرات ليست مجرد تقلبات مزاجية عادية بل قد تشير لحالة تستدعي المتابعة النفسية.
أما فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الشخص المصاب، فالأهم هو تقديم الدعم دون إصدار الأحكام مع ضرورة الاستماع إليه بتعاطف وتجنب التقليل من مشاعره، ومساعدته على الالتزام بالخطة العلاجية التي غالبا ما تشتمل على الأدوية والعلاج المعرفي السلوكي مع حرص المحيطين على التثقيف حول المرض وفهم أن نوبات الهوس أو الاكتئاب ليست خيارا واعيا من قبل المصاب، بل هي أعراض حقيقية لا يشعر بها تتطلب العناية والصبر المستمرين.
ومن خلال رؤية المملكة 2030 المستشرفة لبرنامج جودة الحياة فإن تمكين الفرد من العيش بحياة تضمن حفظ حقه الإنساني للتمتع بصحة نفسية وجسدية مناسبة في بيئة مجتمعية تحافظ على قيمته البشرية باعتباره المورد الاستراتيجي الأول ليصبح عنصرا فاعلا داخل منظومة وطنية طموحة، الأمر الذي يستلزم النظر من الجميع في أهمية اليوم العالمي لاضطراب ثنائي القطب بتسليط الضوء على معاناة المرضى وتحفيز المجتمع على المعرفة وزيادة الخبرة، حتى نعي جميعا بكيفية استدراك حالات المصابين لضمان دعمهم بالعلاج الدوائي والاحتوائي اللازمين.
Yos123Oma@
0 تعليق