عدن بين الحمى والحُمى: مدينة تئن وضمير غائب - بلد نيوز

أنباء عدن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

عدن بين الحمى والحُمى، مدينة يسلخها الحمى من كل جانب، و ينهشها المرض من الداخل، ويطوقها الإهمال من الخارج.

 

تزداد وطأة الألم، ويزداد حجم المعاناة، ويشعر الناس أنهم تُركوا لمواجهة المصير المحتوم ..الموت الجماعي يزحف ببطء، بلا رحمة، ولا حتى بيان شفقة.

لا ندري: هل هو عجز فعلي، أم أنهم قد بيتوا النية لذلك؟

فلو كان عجزا، لشعرنا بمحاولاتهم، وسمعنا تصريحاتهم، ولكن حين لا نشهد سوى صمتا، فلا نجد وصفًا أنسب من بيت زهير بن أبي سلمى:

 وظلمُ ذي القُربى أشدُّ مضاضةً

على المرءِ من وقعِ الحُسامِ المُهندِ

 

الحمى يداهم البيوت، ويبدأ بإعداد العدة لسلخ جلودنا، وأبنائنا، ولحبس أنفاس شيوخنا وكبارنا. ولا نجد ملاذا ولا منجى إلا الاحتساب عند الله، ممن أجاد استخدام الكهرباء وسيلة لتركيع الشعب، ونبرأ ممن يقف عاجزا عن تقديم يد العون، مكتفيا بالتجول في عواصم العالم بحثا عن الملذات والاستجمام.

 

أما الحُمى، فهي ليست الجازعة كما يدّعون، بل تسكن الضلوع، وتمكث في الأجساد وتنتشر في المفاصل، وتوهن الجسم، حتى إذا استجاب للعلاج – بإذن الله – كان الثمن دينا يقض المضجع بعد الشفاء، وإن لم يستجب، انتقلت الأرواح إلى بارئها، كما حصل في حالات كثيرة، في ظل السكوت المريب من وزارة الصحة والقائمين على شؤون الناس وعافيتهم.

 

وهكذا، تُرك الناس في عدن ليواجهوا المصير، فلا يجد المرء إلا الله يلجأ إليه، وإلى رحمته يرجوها، بعدما جفت ينابيع المروءة، وغابت الإنسانية خلف ستائر المصالح .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق