تحت وطأة الضغط المتزايد، يجد فريق بلد الوليد، الذي يملكه نجم كرة القدم السابق رونالدو نازاريو، نفسه في قاع ترتيب الدوري الإسباني، متأخراً بفارق 14 نقطة عن منطقة الأمان.
ومع تحقيق الفريق لأربعة انتصارات فقط في 30 مباراة هذا الموسم، أصبحت معاناته موثقة بشكل جيد، ويبدو أن الهبوط أمر لا مفر منه.
تعرض النادي لهزيمة مروعة مساء الأحد، حيث خسر 0-4 على أرضه في ملعب زوريلا.
انعكست تلك الهزيمة على مقاعد البدلاء في صورة حية لسقوطهم.

ماذا حدث على دكة البدلاء وأشعل الأزمة؟

احتدم شجار بين لاعبي بلد الوليد صاحب المركز الأخير على مقاعد البدلاء، حيث اضطر أحد اللاعبين إلى تقييد الآخر، بعد محاولة ضرب زميل له، بعد هزيمة الفريق 4-0 على أرضه أمام خيتافي مساء الأحد الماضي.
كان بلد الوليد متأخراً في النتيجة 3-0 في الدقيقة 66 عندما حدث تبادل حاد بين المدافع لويس بيريز والمهاجم خوان ميغيل لاتاسا، الذي تم استبداله في الدقيقة 60، وقد تم التقاط صور الشجار عبر التلفزيون.
اضطرّ المدافع السويسري إراي كوميرت، الذي كان يجلس بين الاثنين، إلى تقييد بيريز عندما حاول ضرب لاتاسا على ذراعه.
تدخل أحد أعضاء الجهاز الفني وتحدث إلى بيريز، الذي نهض بعدها وذهب إلى غرفة الملابس.
وأظهرت اللقطات التي انتشرت سريعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، تصاعد التوتر بشكل واضح بين اللاعبين على دكة البدلاء، حيث عبّر لاتاسا عن إحباطه قائلاً: «هذا هراء، يا رجل، ألا ترى أن هذا لا يحقق شيئاً؟ هذا كان هراء!»
ليرد عليه لويس بيريز قائلاً: «اصمت» ما دفع لاتاسا للرد: «أنت من يجب أن تصمت يا لويس، لست في وضع يسمح لك بالكلام، يا صديقي». بحسب ما نشرته الصحف الإسبانية.
وبعدها، لجأ بيريز إلى العنف، واندفع باللكمات على زميله.

رد فعل إدارة النادي بعد الواقعة

أصدر النادي بياناً يدين الحادثة ويعد باتخاذ إجراءات تأديبية.
وجاء في البيان: «يعبر بلد الوليد عن استيائه الشديد من الحادث الذي وقع على مقاعد البدلاء بين اللاعبين لويس بيريز وخوانمي لاتاسا خلال المباراة ضد خيتافي سي إف».
وتابع:«نأسف بشدة للصورة التي قدمها لاعبونا، يجب أن يتم توجيه الإحباط الناجم عن هزائمنا الحالية نحو الالتزام، وتحسين الأداء، وألا يوجّهنا ذلك أبداً نحو الانقسام والصراع».

تعليقات الجماهير والصحافة الإسبانية

لم تتوقع الجماهير الإسبانية المتعصبة بالأساس أو الصحافة هناك أن تتخذ الليغا موقفاً حاسماً من شجار اللاعبين على دكة البدلاء.
واستشهدوا بالواقعة الأخيرة لرافينيا، في مباراة برشلونة أمام ريال بيتيس، حيث ظهر اللاعب البرازيلي الذي شارك بديلاً، بعد المباراة وهو منزعج تماماً بسبب قرارات حكم المباراة.
وذهب رافينيا إلى الحكم جيل مانزانو واعترض بشدة عليه، بسبب أنه أطلق صفارة النهاية دون أن يحتسب ركنية لصالح برشلونة، واستمرت ثورة اللاعب مع الحكم المساعد حتى الخروج من الملعب.
أكدت وقتها صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية، أن اللاعب البرازيلي لن يتعرض لعقوبة، رغم أنه قال للحكم المساعد أنت وقح.
وأشارت الصحف إلى أنه طالما لم يتم ذكر شيء في تقرير المباراة، يجعل ذلك موقف اللاعبين سليماً ويمكنهم المشاركة في المباراة القادمة، إذا لم يوقع ناديهم عقوبات عليهم.

هل تتجه العقوبات نحو الإيقاف والغرامات؟

حاول المدرب ألفارو روبيو التعليق على الجدل دون الخوض في التفاصيل، قائلاً: «لست متأكداً مما حدث بينهما، لكنهما أصدقاء، وسنحاول التعامل مع الوضع بأفضل طريقة ممكنة، لضمان عدم تكراره مرة أخرى».
ويستعد الفريق لملاقاة أتلتيكو مدريد في مباراة خارج أرضه في ملعب متروبوليتانو.
بينما أكد بيان بلد الوليد أن كلا اللاعبين سيتعرضان للعقاب.
وقال البيان إنه ومن أجل الدفاع عن صورة النادي واحترام الفريق، وأيضاً الجماهير، سيقوم بلد الوليد بتطبيق اللوائح التأديبية العامة ضد اللاعبين المذكورين.
أبرز الحوادث المشابهة في تاريخ الليغا
شهدت الليغا عدة حوادث شهيرة بين شجار واحتكاكات حادة.
وقد دارت حالة من الجدل والتناحر بين الثنائي البرازيلي فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد وبين خابيير تيباس رئيس رابطة الليغا الإسبانية قبل عامين بعدما تعرض له اللاعب البرازيلي خلال مباراة فالنسيا.
واستمر شجارهما سواء في الملاعب أو على مواقع التواصل نتيجة اتهامات بالعنصرية.
للمدرب الإيطالي لريال مدريد أيضاً كارلو أنشيلوتي، واقعة شهيرة مع هانزي فليك، المدير الفني لبرشلونة، حيث تشاجر معه بين الشوطين خلال مباراة جمعت فريقيهما، واشتبك أنشيلوتي وقتها مع فليك بسبب مساعده الذي احتفل بطريقة مبالغ فيها بتقدم البرسا 4-0 في الكلاسيكو.
تعرض أيضاً نجما برشلونة وأتلتيكو مدريد فيران توريس(برشلونة) وستيفان سافيتش (أتلتيكو) لتهديد بالإيقاف 12 مباراة في الدوري الإسباني، بعد تقرير الحكم خوسيه لويس مونويرا مونتيرو عن شجار شوارع نشب بينهما في الملعب.