تعد قضية المخرج المصري عمر زهران، من أكثر الحالات تعقيداً، نظراً لتشابك وتعدد أطرافها وتناثر الأقوال والتصريحات من كل طرف، لدرجة جعلت المتلقي في حيرة من كثرة المشاهد والتي تكاد أن تتحول بالفعل إلى فيلم سينمائي.
وكانت نيابة الجيزة قد قررت، الأحد، حفظ التحقيقات في البلاغ المقدم من الفنانة التشكيلية شاليمار شربتلي ضد المخرج عمر زهران لعدم كفاية الأدلة، بعد اتهامه بخيانة الأمانة والاحتفاظ بإيصال بقيمة 12 مليون جنيه كان زوجها، المخرج خالد يوسف، قد حرّره لصالحها.
جاء قرار النيابة بعد تحقيقات موسعة استمرت عدة أشهر، استمعت خلالها لأقوال شاليمار وزوجها المخرج خالد يوسف.
شاليمار الشربتلي: الحكم بإدانة عمر زهران نهائي من الاستئناف
ودفع محامي زهران بأن الاتهام كيدي، وقد تم تلفيقه ولا أساس له من الصحة.
وأكد أن الواقعة لا تمثل جريمة خيانة أمانة، لأن عمر زهران لم يسلم الإيصال لأي من طرفيه، سواء شاليمار أو خالد يوسف، كما لم يقم بصرفه لصالحه، بل سلمه لهيئة المحكمة في جلسة علنية.
بينما نفت الفنانة التشكيلية شاليمار شربتلي خبر براءة المخرج عمر زهران في القضية التي رفعتها ضده وتمت إدانته فيها بالسرقة.
وقالت إن هناك منشوراً متداولاً حول الإفراج عنه وهو غير صحيح، ولكن هناك بعض المواقع نشرته دون علم بالحقيقة، وفق تعبيرها، وأن إخلاء سبيله جاء في قضية أخرى بخلاف تلك المحبوس على ذمتها بحكم نهائي.
وقالت شاليمار، زوجة المخرج خالد يوسف، في منشور على «فيسبوك»: «في بوست منتشر في أماكن غريبة وغير مفهومة يقول إن عمر زهران أخذ براءة، وأنه سيخرج من السجن، وللأسف أن هذا البوست صار يتم تداوله بين مواقع معروفة وشخصيات معروفة».
ردود فعل واسعة بعد تداول أنباء البراءة على مواقع التواصل
بعد تداول المنشور مجهول المصدر الذي يؤكد أن عمر زهران قد حصل على البراءة في قضيته، هنأته الفنانة المصرية هالة صدقي، وكتبت عبر صفحتها على «إنستغرام»: «مبروك يا صديقي العزيز يا أنقى صديق، عرفتك من سنين طويلة وما شفتش منك غير كل خير».
كما كتبت الإعلامية بسمة وهبة أن أفضل هدية تلقتها يوم عيد ميلادها هو خبر براءة عمر زهران.
وكان عمر زهران قد تم الحكم عليه في قضية أخرى أمام شاليمار شربتلي بالسجن عامين، وهي قضية سرقة المجوهرات التي تعود ملكيتها للفنانة التشكيلية، وتُقدّر قيمتها بنحو 2.5 مليون دولار.
وقررت محكمة جنح مستأنف الجيزة تخفيف الحكم ضده، من سنتين إلى سنة واحدة مع الشغل، وذلك مراعاةً لكبر سنه وظروفه الصحية، دون إسقاط الإدانة أو منح البراءة.
اتهامات لبث الشائعات وتضليل الرأي العام.. وتحرك قانوني مرتقب
استمرّت شاليمار شربتلي من جانبها على تأكيد أن أخبار براءة وخروج عمر زهران من السجن غير حقيقية، موضحة أنه سيقضي عقوبته إلى النهاية ولن يأخذ براءة في سرقة المجوهرات والحكم بإدانته من المحكمة.
وتابعت: «الحكم صادر على زهران من المحكمة الأولى ومن محكمة الاستئناف، وأي تجاوز وأي تضليل للرأي العام أو تقليب الرأي العام عليّ أو على خالد يوسف أو أي تجاوز وتطاول من جهات لا نعرف ما هي علاقتهم بالموضوع كله سيحاسب بالقانون».
وتابعت عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»: «القانون يعرف مجراه جيداً والحكومة المصرية حكومة محترمة وتتعامل مع المصري والغريب بقانون واحد، ولا تجامل على حساب أحد».
وحصل زهران على البراءة في قضية الفنانة التشكيلية التي اتهمته فيه بالاحتفاظ بإيصال أمانة بقيمة 12 مليون جنيه، حرره زوجها المخرج خالد يوسف لصالحها في أكتوبر 2019، وطلب منه تسليمه لها، إلا أن الإيصال لم يُسلّم وظهر لاحقاً ضمن مستندات الدفاع في محاكمة زهران في قضية المجوهرات.
وقالت زوجة خالد يوسف خلال التحقيقات: إن زوجها لم يُطلعها على تحرير الإيصال حينها، وأنها علمت بوجوده فقط بعد ظهوره في المحكمة.
من جانبه، أنكر زهران تهمة خيانة الأمانة، مؤكداً أن احتفاظه بالإيصال تم باتفاق مع خالد يوسف، وأنه لم يسلمه لأي طرف، بل استخدمه كوثيقة دفاع لإثبات حسن النية في القضية الأخرى.