«حماس» تتكتم حول تركيبتها بعد مقتل قيادييها وحرب غزة المدمّرة - بلد نيوز

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«حماس» تتكتم حول تركيبتها بعد مقتل قيادييها وحرب غزة المدمّرة - بلد نيوز, اليوم الخميس 10 أبريل 2025 01:53 مساءً

باريس - أ ف ب
بعدما قتلت إسرائيل عدداً من قيادييها، وأنهكتها الحرب، وضعت «حماس» تركيبة جديدة، لكنها أخفت هويات قادتها الجدد، لحمايتهم من التعرّض للاغتيال، وسط تساؤلات كثيرة حول مستقبل الحركة في غزة.
وبعد هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تعهدت الدولة العبرية بالقضاء على الحركة، وشنّت هجوماً عنيفاً على غزة أدى على مدى 18 شهراً إلى مقتل عشرات الآلاف، وإضعاف الحركة، وتحويل أجزاء واسعة من القطاع الفلسطيني إلى أنقاض.
وقتلت إٍسرائيل مدير المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، وقائدها العسكري محمد الضيف، والعقل المدبر للهجوم يحيى السنوار، إلى جانب عدد كبير آخر من القياديين الآخرين. وتواصل الحركة نشاطها العسكري والسياسي. لكنها متكتّمة على أسماء كبار قادتها، لا سيما في كتائب «عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لـ«حماس». وقال مصدر مقرب من القسام «اسم قائد كتائب عز الدين القسام سيبقى سرياً».
ويقول باحثون، إن هذا الدور رسا على الأرجح على محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، والذي أوكلته الحركة مسؤولية الرهائن الذين اقتيدوا إلى غزة خلال الهجوم على إسرائيل.
وتقول الخبيرة المستقلة إيفا كولوريوتيس، إن السنوار له كلمة «في كل شيء، بما في ذلك المفاوضات، وقضية الرهائن الإسرائيليين، وإدارة الجناح العسكري». وتقول ليتيسيا بوكاي، أستاذة علم الاجتماع السياسي في معهد «إنالكو» الباريسي، إن «شخصية يحيى السنوار كانت فريدة»، وكان المقاتلون يعتبرونه «بطلاً».
وتضيف أن «كون محمد السنوار شقيقه يعطيه هالة من الشرعية».

- قيادة جماعية


ورغم تعهّد إسرائيل بالقضاء على «حماس»، ورغم تكبّد الحركة خسائر فادحة، ما زالت موجودة، تقاتل وتفاوض.
ويقول ياسر أبو هين، مؤسس وكالة «صفا» للأنباء في غزة، إن خسارة هذا العدد الكبير من قادة الحركة أثّرت في حماس، «لكن بشكل مؤقت فقط».
ويضيف: «هذه الضربات لا تُشكّل أزمة وجودية، فحماس لديها طريقتها الخاصة في إدارة مؤسساتها. لن تتمكّن إسرائيل من القضاء عليها».
ويقول عضو في المكتب السياسي في الحركة، إن «حماس امتصّت الضربات، وأعادت صفوفها القيادية ولديها قدرة على الاستمرار».
وبعد مقتل السنوار، شكّلت «حماس» مجلساً قيادياً خماسياً، لإدارة الحركة برئاسة رئيس مجلس الشورى العام في الحركة محمد درويش. ويضم المجلس مسؤول «حماس» في غزة خليل الحية، ومسؤولها في الضفة الغربية زاهر جبارين، ومسؤولها في الخارج خالد مشعل، وأمين سر الحركة نزار عوض الله.
ويضيف القيادي في «حماس»، أن تعيين أعضاء المكتب السياسي الجدد «يتمّ من خلال مجلس الشورى، بناء على النظام الأساسي. يتمّ تعين العضو الذي يلي بعدد الأصوات في آخر انتخابات بديلاً للعضو أو المسؤول الذي قتلته إسرائيل».
ويتابع أن القرارات «تتخذ بأغلبية الأصوات»، لافتاً إلى أن هناك اجتماعات للمكتب السياسي حسب الضرورة، وتمّ إقرار آليات للتواصل، والعمل بين المجالس القيادية.
ويقول «آلية العمل معقدة تدمج بين السرية والعلنية».

- قيادة أكثر «تشدداً»


ويشبّه مراقبون آليات العمل في حماس بعمل أجهزة الاستخبارات. وتقول الباحثة في المركز العربي للبحوث والدراسات السياسية في باريس ليلى سورا: «لن نعرف من هم القادة الجدد. هناك إرادة الإبقاء على الأسماء سرية، والإبقاء على أسلوب القيادة الجماعية». وتضيف: «ليست حركة قائمة على زعامة قائد كاريسماتي».
ويرى الخبير في شؤون حماس ياسر أبو هين أن الحركة مرّت بأزمات «وجودية»، مشيراً إلى أنها تجاوزت تهديداً وجودياً، بعدما اغتالت إسرائيل مؤسسها الشيخ أحمد ياسين، ومعظم قادة الصف الأول والقيادات العسكرية والدعوية والتنظيمية في عام 2000.
ويضيف أن «حماس تجاوزت الأزمة حينها».
وأشار إلى أن الحرب الحالية ألحقت ضرراً كبيراً بالبنية التنظيمية والعسكرية للحركة، لكن «القادة الجدد أكثر تصميماً، وتشدداً لمواصلة الطريق».
ورغم ذلك، تواجه «حماس» للمرّة الأولى منذ العام 2007، تاريخ سيطرتها على غزة، أسئلة حول استمراريتها في إدارة القطاع.
فإسرائيل ترفض رفضاً باتاً أي دور لها بعد الحرب. وهناك اتجاه عربي واضح لتمكين السلطة الفلسطينية من الإشراف على غزة.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، جاء في بحث لمركز «صوفان» في نيويورك أن «النقاش الداخلي اشتد إلى حدّ دفع بعض القادة السياسيين إلى التفكير في الانفصال عن القيادة العسكرية للحركة في غزة».
وقال القيادي في حماس موسى أبو مرزوق لصحيفة «نيويورك تايمز»، إنه لو توقّعت الحركة ما حدث، لما كان هناك 7 أكتوبر.
وتشير سورا إلى أن الحركة غالباً ما شهدت خلافات خلال الـ 15 عاماً الماضية، خاصة بين الموجودين في قطاع غزة والمقيمين في الخارج، حول «الرؤية الاستراتيجية، والربيع العربي، والتحالف مع إيران».
وخلال الأسابيع الماضية، عبّر عدد من سكان غزة علنياً عن استيائهم الشديد من الحركة، بعد حرب حوّلت القطاع إلى ركام وأنقاض وغبار.
وفي نهاية مارس/ آذار الماضي، شارك مئات الأشخاص في تظاهرات نادرة بدت عفوية، ضد «حماس»، وردّدوا هتافات معادية لها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق